الفاتيكان
10 تشرين الثاني 2021, 07:30

البابا فرنسيس يلتقي الجمعة 500 فقير من أنحاء أوروبا في أسيزي، ماذا في التّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
يزور البابا فرنسيس، يوم الجمعة، أسيزي حيث من المرتقب أن يمضي ثلاث ساعات تقريبًا مع 500 فقير من مختلف أنحاء أوروبا، عشيّة اليوم العالميّ للفقراء الّذي يحييه الأب الأقدس يوم الأحد في قدّاس إلهيّ يحتفل به في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، بحضور حوالي 2000 شخص من المحتاجين.

وبحسب بيان صادر عن دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ، "من المرتقب أن يصل البابا فرنسيس عند السّاعة التّاسعة من صباح الجمعة، موضحًا أنّ الحبر الأعظم سيُستقبل عند رتاج بازيليك القدّيسة مريم سيّدة الملائكة، وسيلقي التّحيّة على السّلطات المحلّيّة، كما سيحاول أن يعانق الفقراء الحاضرين في أسيزي والّذين سيأتون خصّيصًا لهذه المناسبة.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "خمسمائة فقير إذًا سيتوافدون من مختلف البلدان الأوروبيّة، ليعيشوا هذه اللّحظة مع البابا وليسلّموه رمزيًّا معطف وعصاة الحجّاج، ليقولوا إنّهم جاؤوا كحجّاج إلى مدينة القدّيس فرنسيس وإلى الأماكن الّتي عاش فيها كي يصغوا إلى كلماته. ومن هناك سيسير الجميع بتطواف نحو البازيليك. وسيذكّر البابا فرنسيس الجميع بالأفعال الّتي قام بها هذا القدّيس قبل أن يتوقّف فترة وجيزة للصّلاة في المكان حيث كان يجمع فرنسيس أخوته الرّهبان بالإضافة إلى العديد من الفقراء وحيث قرّرت القدّيسة كلارا أن تكرّس ذاتها من أجل الرّبّ. بعد ذلك سيبارك البابا فرنسيس حجرًا مأخوذًا من هذا المبنى ليُقدّم لاحقًا إلى ممثّلين عن مأوى المشرّدين المعروف بإسم "وردة القدّيس فرنسيس" والّذي تأسّس في كرواتيا في العام 2007.

اللّقاء المرتقب بين البابا والفقراء لن يخلو من الإصغاء المتبادل إذ أنّ الحبر الأعظم سيستمع إلى شهادات ستّة فقراء: فرنسيّان، بولنديّ، إسبانيّ وإيطاليّان، وسيجيب على أسئلتهم. عند السّاعة العاشرة والنّصف ستؤخذ فترة استراحة، قبل أن يدخل الجميع إلى البازيليك في تمام السّاعة الحادية عشرة لفترة من الصّلاة على أن يوزّع بعدها البابا بعض الهدايا على الفقراء. بعد ذلك سيتسقلّ البابا الطّائرة المروحيّة عائدًا إلى الفاتيكان، في حين سيستضيف أسقف أسيزي المطران دومينيكو سورنتينو الفقراء الخمسمائة على مأدبة الغداء.

يؤكّد للمناسبة المجلس البابويّ لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل أنّ لقاء البابا مع الفقراء في أسيزي يمهّد الطّريق- بالإضافة إلى مبادرات أخرى مماثلة- أمام الاحتفال باليوم العالميّ للفقراء، المرتقب الأحد المقبل الرّابع عشر من تشرين الثّاني نوفمبر. مناسبةٌ شاءها البابا فرنسيس نفسه ليحثّ الكنيسة والمؤمنين على الخروج من بيئاتهم ليلتقوا مع الفقر الموجود في عالمنا المعاصر بأشكال متنوّعة، وليمدّوا يدهم إلى جميع الأشخاص المحتاجين. وتمّ اختيار عبارات الرّبّ يسوع من الإنجيل "الفقراء دائمًا معكم" كشعار لهذا اليوم العالميّ للفقراء.

أمّا مئات الفقراء الّذين سيتوجّهون إلى أسيزي يوم الجمعة المقبل فهم قادمون من أبرشيّات إقليم أومبريا، تقودهم رابطة كاريتاس، بالإضافة إلى جمعيّة Fratello الفرنسيّة ووفد من روما تقوده عدّة جمعيّات من بينها كاريتاس وجماعة سانت إيجيديو ومركز أستالي. وفي ختام ذلك اليوم سينال كلّ فقير حقيبة تمّ تصنيعها في إطار المشروع المعروف بإسم "زائد ثلاثة" والّذي يسعى إلى تعزيز الاستدامة البيئيّة والاقتصاديّة. ويمكن أن تُتابع وقائع النّهار من خلال وسائل الإعلام الفاتيكانيّة بالإضافة إلى بعض محطّات التّلفزة المحلّيّة والدّوليّة.

معانقة البابا للفقراء لن تنتهي يوم الجمعة بل ستستمرذ يوم الأحد المقبل، حيث سيرأس الحبر الأعظم الاحتفال الإفخارستيّ في البازيليك الفاتيكانيّة عند السّاعة العاشرة صباحًا بمشاركة حوالي ألفي شخص، وبحضور ممثّلين عن مختلف جمعيّات المتطوّعين المتواجدة في روما. وسيُحيي هؤلاء الفقراء الاحتفال الدّينيّ من خلال مشاركتهم في القراءات اللّيتورجيّة والصّلوات. وفي ختام القدّاس ستُوزّع وجبات ساخنة على الجميع.

ممّا لا شك فيه أنّ الجائحة زادت من الصّعوبات الاقتصاديّة لدى الكثير من العائلات الّتي تعجز عن توفير الاحتياجات الرّئيسة. وهذا الأمر سبق أن سلّط عليه الضّوء البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالميّ للفقراء، معربًا عن قلقه حيال اتّساع رقعة الفقر في المجتمعات."