الفاتيكان
05 كانون الثاني 2023, 12:50

البابا فرنسيس يكتب مقدّمة كتاب يجمع الأفكار الرّوحيّة للبابا بندكتس السّادس عشر

تيلي لوميار/ نورسات
"الله هو دائمًا جديد"، عنوان كتاب تصدره المكتبة ودار النّشر الفاتيكانيّة من اعداد لوكا كاروزو يضمّ الأفكار الرّوحيّة للبابا بندكتس السّادس عشر. وكتب قداسة البابا فرنسيس مقدّمة الكتاب فأعرب في البداية عن سعادته "بأن يمسك القارئ بين يديه بهذا الكتاب الذي يعبِّر عنوانه عن أحد العناصر الأكثر تمييزًا لحبريّة البابا بندكتس السّادس عشر ولنظرته إلى الإيمان. فالله جديد دائمًا لأنّه ينبوع الجمال والنّعمة والحقيقة، إنّ الله يفاجئنا ويحمل الجديد وهو ما تؤكّده صفحات هذا الكتاب بما تحمل من نضارة روحيّة."

توقّف البابا فرنسيس بعدها عند حديث بندكتس السادس عشر عن الإيمان فقال بحسب "فاتيكان نيوز" "إنّه كان يفعل هذا بتعبّد شخص سَلَّم نفسه بالكامل لله بإرشاد من الرّوح القدس، وكان يبحث دائمًا عن توغّل أكبر في سرّ يسوع الذي جذبه منذ صباه." وتابع: "إنّ نصوص الكتاب يُبرز القدرات الإبداعيّة لبندكتس السّادس عشر في تأمّله لعناصر المسيحيّة العديدة، وذلك بصور ولغة وآفاق مثمرة تصبح محفّزًا مستمرًّا لإنماء عطيّة استقبال الله في حياتنا. إنّ القارئ سيجد في هذا الإصدار ملخّصًا روحيًّا لما كتب بندكتس السّادس عشر"

وشدّد البابا فرنسيس على إبراز النّصوص لقدرة سلفه على إظهار عمق الإيمان المسيحيّ جديدًا دائمًا، وذكَّر بعبارة لبندكتس السّادس عشر وهي أنّ "الله حدث محبّة"، فقال "العبارة وحدها تعكس لاهوتًا يتّسم بتناغم بين العقل والعاطفة."

كما ذكّر البابا فرنسيس بسؤال وجّهه البابا الرّاحل إلى الشّباب خلال أمسية صلاة في كولونيا سنة ٢٠٠٥: ما الذي يمكن أن يخلِّصنا إن لم تكن المحبّة؟ مشيرًا "إلى شغف بندكتس السّادس عشر حين كان يتحدّث عن الكنيسة."

كما شدذد البابا فرنسيس على "أنّ فكر وتعليم سلفه سيظلّان دائمًا مثمرَين، وذلك لأنّه نجح في التّركيز على المراجع الأساسيّة لحياتنا المسيحيّة، شخص يسوع وكلمته في المقام الأوّل، ثم الفضائل اللّاهوتيّة، المحبّة والرّجاء والإيمان. الكنيسة كلّها ستكون دائما ممتنة للبابا بندكتس السّادس عشر على هذا."

وتوقّف أيضًا عند حديث البابا بندكتس السّادس عشر عن الجمال بكلمات مؤثّرة "حيث كان يعتبر الجمال طريقًا متميّزًا لانفتاح الرّجال والنّساء على المتسامي للتّمكّن من لقاء الله، وكان هذا بالنّسبة له أسمى واجبات الكنيسة ورسالتها الأكثر إلحاحًا. إلّا أن هذا، لم يؤثّر على انتباه بندكتس السّادس عشر إلى قضايا زمننا الكبيرة والشّائكة التي كان يراقبها ويحلّلها بحكم واعٍ وروح ناقدة شجاعة." وأضاف البابا فرنسيس أنّ البابا الرّاحل "قد نجح منذ صباه في أن يستنبط الحكمة اللّازمة من أجل حوار مع ثقافة زمنه، وهو ما تؤكده صفحات الكتاب".

وشكر البابا فرنسيس الله "لأنّه وهبنا البابا بندكتس السّادس عشر الذي علَّمنا بكلماته وشهادته أنّه يمكن بالتّأمل والفكر والدّراسة، بالإصغاء والحوار وفي المقام الأوّل بالصّلاة، خدمة الكنيسة وعمل الخير للبشريّة بأسرها. إنّ بندكتس السّادس عشر قد قدّم لنا أدوات فكريّة حيّة كي يتمكّن كلّ مؤمن من اللّجوء إلى أسلوب للتّفكير والتّواصل يمكن فهمه من قِبل أشخاص زمنه."

وفي ختام مقدمة الكتاب قال البابا فرنسيس "إنّ بندكتس السّادس عشر قد أوضح لنا بمَثله كمفكّر غنيّ بالمحبّة والحماس أنّ بالإمكان البحث عن الحقيقة، وأنّ تسليم الذّات لها هو أسمى ما يمكن أن تبلغه النّفس البشريّة." وتمنّى البابا فرنسيس للقرّاء "أن يجدوا في هذا الكتاب نعمة لقاء جديد ومُحيي مع يسوع، وذلك من خلال الصّوت الشّغوف والمتواضع لمعلّم إيمان ورجاء".