الفاتيكان
12 أيار 2023, 05:00

البابا فرنسيس يعلن شهداء ليبيا الأقباط شهداء للكنيسة الكاثوليكيّة أيضًا

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني والوفد المرافق له، ووجه التّحيّة ذاتها التي وجهها البابا القدّيس بولس السّادس إلى البابا شنودة الثّالث خلال لقائهما التاريخي في روما سنة ١٩٧٣، خمسين سنة مضت، فقال بحسب "فاتيكان نيوز" عبارة صاحب المزامير "هذا هو اليوم الذي صنعه الرّبّ، فلنبتهج ونفرح فيه".

ثمّ شكر البابا تواضروس الثّاني مجدَّدا على قبوله دعوته للاحتفال معًا بذكرى ذلك اللّقاء وأيضًا بالذكرى العاشرة للّقاء الأوّل الذي جمعهما في ١٠ أيار/ مايو ٢٠١٣ فترة قصيرة عقب انتخاب كلّيهما.

ثمّ تحدّث عن المسيرة المسكونيّة وشدّد "على أهميّة النّظر دائمًا إلى الأمام مُنَمِّين في القلب التلّهف والتّطلّع المتّقد إلى الوحدة، فعلينا ومثل بولس الرّسول أن ننبسط إلى الأمام، علينا أيضًا أن نسأل أنفسنا بشكل متواصل كم من الطّريق علينا أن نقطع بعد. إلّا أنه يجب من جهة أخرى التّذكّر وخاصّة في لحظات الإحباط، وذلك للفرح بالمسيرة التي تم القيام بها حتّى الآن والاستفادة من حماسة الرّوّاد الذين سبقونا. وإلى جانب النظر إلى الأمام وتذكُّر الماضي يجب أيضًا النّظر إلى الأعلى، وذلك لشكر الرّبّ على ما تم القيام به من خطوات والتّضرّع إليه كي يهبنا عطيّة الوحدة المرجوّة."

وتابع: "الشّكر والتّضرع هما هدف يومن إحياء الذّكرى هذا"، وشدّد "على أهميّة اللّقاء بين البابا بولس السّادس والبابا شنودة الثّالث والذي كان نقطة تاريخيّة في العلاقة بين الكنيستين. فقد كان هذا أوّل لقاء بين بابا الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة وأسقف روما، كما ووضع نهاية لاختلافات لاهوتيّة تعود إلى مجمع خلقدونية، وذلك بفضل الإعلان الكريستولوجيّ المشترك الذي تم التّوقيع عليه في ١٠ أيار/ مايو ١٩٧٣، وقد كان هذا الإعلان مصدر إلهام لاتفاقات شبيهة مع الكنائس الشّرقيّة الأرثوذكسيّة الأخرى."

وذكّر "بما أسفر عنه اللّقاء التّاريخيّ خمسين سنة مضت من تأسيس للّجنة المختلطة الدّوليّة بين الكنيستين الكاثوليكيّة والقبطيّة الأرثودكسيّة والتي تبنّت سنة ١٩٧٩المبادئ الموجِّهة للسّعي نحو الوحدة بين الكنيستين والتي وقّع عليها البابا يوحنّا بولس الثّاني والبابا شنودة الثّالث. تلك اللّجنة قد فتحت الطّريق لحوار لاهوتيّ مثمر بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الشّرقيّة الأرثوذكسيّة، وقد استضاف البابا شنودة اللّقاء الأوّل لهذا الحوار سنة ٢٠٠٤ في القاهرة." وشكر الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على الالتزام في هذا الحوار اللّاهوتيّ". كما شكر إلى البابا تواضروس الثّاني على الاهتمام الأخويّ المتواصل بالكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة، وذكَّر بأن هذا القرب قد وجد تعبيرًا له جديرًا بالإشادة ألا وهو تأسيس مجلس كنائس مصر.

وقال "لا يتوقف بالتّالي لقاء سلَفَينا عن حمل الثّمار في مسيرة كنيستينا نحو الشّركة الكاملة". وذكَّر بأنّ "زيارة البابا تواضروس الثّاني له في روما عشر سنوات مضت كانت أيضًا لتذكَّر ذلك اللّقاء التّاريخيّ." 

وأشار "إلى اقتراح البابا تواضروس الثّاني حينها الاحتفال سنويًّا بيوم الصّداقة بين الأقباط والكاثوليك الذي نواصل الاحتفال به." 

وعن هذه الصّداقة قال البابا فرنسيس "إنّ أواصر الصّداقة بين كنيستينا تمد جذورها في صداقة يسوع المسيح مع تلاميذه جميعًا والذين يسمّيهم أحبّائي ويرافقهم في سيرهم كما فعل مع تلميذَي عماوس."

وأكّد "على أنّ الشّهداء يرافقوننا في مسيرة الصّداقة هذه، الشّهداء الذين يشهدون على أنّه "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه". وأضاف أنّه لا يملك الكلمات للتّعبير عن الامتنان للبابا تواضروس الثّاني على إهدائه ذخائر الشّهداء الأقباط الذي قُتلوا في ليبيا في ١٥ شباط/ فبراير ٢٠١٥، "هؤلاء الشّهداء قد تعمَّدوا لا فقط بالماء والرّوح القدس بل وأيضًا بالدّمّ الذي هو بذرة للوحدة بين جميع أتباع المسيح". ثم قال "إنّه يسعده الإعلان اليوم عن أن هؤلاء الشّهداء الواحد والعشرين سيتمّ إدراجهم في السّنكسار كعلامة للشّركة الرّوحيّة التي تجمع كنيستينا."

وفي ختام كلمته تضرع البابا فرنسيس كي تواصل صلاة الشّهداء، متّحدة مع صلاة أمّ الله، إنماء صداقة كنيستينا وصولًا إلى اليوم الذي سنتمكن فيه من الاحتفال معا على المذبح ذاته."