الفاتيكان
22 كانون الثاني 2024, 11:20

البابا فرنسيس يعلن بدء سنة الصّلاة

تيلي لوميار/ نورسات
"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنَّ الأشهر المقبلة ستقودنا إلى فتح الباب المقدّس، الّذي به سنبدأ اليوبيل. أطلب منكم أن تكثّفوا صلاتكم لكي نستعدّ لعيش حدث النّعمة هذا جيّدًا ونختبر قوّة رجاء الله، ولذلك نبدأ اليوم سنة الصّلاة: أيّ سنة مخصّصة لإعادة اكتشاف القيمة الكبرى والحاجة المطلقة للصّلاة، الصّلاة في الحياة الشّخصيّة، في حياة الكنيسة، والصّلاة في العالم. كما سيساعدنا الكتيّب الّذي ستضعه بين أيدينا دائرة البشارة". هذا ما أعلنه البابا فرنسيس ظهر الأحد، بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ.

كما دعا للصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، ومن أجل السّلام في أوكرانيا وإسرائيل وفلسطين، وفي أجزاء أخرى كثيرة من العالم. هذا وذكر الأب الأقدس إلى ذكر مجموعة من الأشخاص الّذي اختطفوا في هايتي، من بينهم ستّ راهبات، طالبًا بإطلاق سراحهم، مصلّيًا من أجل الوئام الاجتماعي في البلاد ووضع حدّ للعنف فيه.

وكان البابا قبيل الصّلا، قد تلا كلمة على مسامع المحتشدي، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "يروي إنجيل اليوم دعوة التّلاميذ الأوائل. إنّ دعوة الآخرين للانضمام إلى رسالته هي أحد الأشياء الأولى الّتي قام بها يسوع في بداية حياته العلنيّة: لقد اقترب من بعض صيّادي السّمك الشّباب ودعاهم لاتّباعه لكي يجعلهم صَيّادي بَشَر. وهذا الأمر يقول لنا شيئًا مهمًّا: إنّ الرّبّ يحب أن يشركنا في عمله الخلاصيّ، ويريدنا أن نكون فاعلين معه، مسؤولين وروّادًا.

هو لا يحتاج لذلك في حدّ ذاته، ولكنّه يقوم بذلك، على الرّغم من أنّ هذا الأمر يتضمّن أن يأخذ على عاتقه العديد من محدوديّاتنا. لننظر، على سبيل المثال، إلى مدى صبره مع تلاميذه: الّذين غالبًا ما لم يفهموا كلماته، وأحيانًا لم يكونوا متّفقين مع بعضهم البعض، ولم يتمكّنوا لفترة طويلة من أن يقبلوا الجوانب الأساسيّة لوعظه، مثل الخدمة على سبيل المثال. ومع ذلك اختارهم يسوع واستمرّ في الإيمان بهم.

إنّ حَملَ خلاص الله للجميع كان في الواقع أعظم سعادة ليسوع، رسالته، ومعنى حياته. وفي كلّ كلمة وعمل نتّحد من خلالهما به، في مغامرة إعطاء الحبّ الجميلة، يتضاعف النّور والفرح: ليس حولنا وحسب، وإنّما في داخلنا أيضًا. إنّ إعلان الإنجيل إذن ليس مضيعة للوقت: بل هو أن نكون أكثر سعادة بمساعدة الآخرين لكي يكونوا سعداء؛ هو أن نتحرّر من ذواتنا من خلال مساعدة الآخرين لكي يكونوا أحرارًا؛ هو أن أصبح أفضل من خلال مساعدة الآخرين لكي يكونوا أفضل!

لنسأل أنفسنا إذًا: هل أتوقّف بين الحين والآخر لكي أتذكّر الفرح الّذي نما في داخلي ومن حولي عندما قبلت الدّعوة لكي أتعرّف على يسوع وأشهد له؟ وعندما أصلّي، هل أشكر الرّبّ لأنّه دعاني لكي أُسعد الآخرين؟ أخيرًا: هل أريد أن أجعل الآخرين يتذوّقون، من خلال شهادتي وفرحي، كم هو جميل أن نحبّ يسوع؟ لتساعدنا العذراء مريم لكي نتذوّق فرح الإنجيل".