الفاتيكان
26 نيسان 2021, 08:45

البابا فرنسيس يعبّر عن قربه من ضحايا حريق مستشفى لمرضى كورونا في بغداد

تيلي لوميار/ نورسات
عبّر البابا فرنسيس عن قربه من ضحايا حريق مستشفى لمرضى فيروس كورونا في بغداد، سائلاً الصّلاة من أجل الجميع.

كلام البابا جاء في ختام صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء" الّتي تلاها ظهرًا مع المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، والّتي استهلّها كالمعتاد بكلمة روحيّة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "في هذا الأحد الرّابع من زمن الفصح، الّذي يُدعى أحد الرّاعي الصّالح، يقدّم الإنجيل يسوع على أنّه الرّاعي الحقيقيّ الّذي يدافع عن خرافه ويعرفها ويحبّها.

وهو الرّاعي الصّالح يتعارض مع "الأجير" الّذي لا يهتمّ بالخراف لأنّها ليست له. يقوم بهذه المهمّة فقط مقابل أجر، ولا يكلّف نفسه عناء الدّفاع عنها: وعندما يصل الذّئب يهرب ويتركها. أمّا يسوع، الرّاعي الحقيقيّ، فيدافع عنّا على الدّوام ويخلّصنا في العديد من المواقف الصّعبة والخطيرة، من خلال نور كلمته وقوّة حضوره، اللّذين نختبرهما على الدّوام ويوميًّا إذا أردنا أن نصغي.

أمّا الجانب الثّاني فهو أنّ يسوع، الرّاعي الصّالح، يعرف خرافه والخراف تعرفه. كم هو جميل ومعزٍّ أن نعرف أنَّ يسوع يعرفنا فردًا فردًا، وأنّنا لسنا مجهولين بالنّسبة له، وأنّ اسمنا معروف بالنّسبة له! بالنّسبة له نحن لسنا مجرّد "حشد" و"جمهور"، لا. نحن أشخاص فريدون، ولكلٍّ منّا تاريخه الخاصّ، ولكلٍّ قيمته الخاصّة، سواء كخليقة أو كشخص افتداه المسيح. وبالتّالي يمكن لكلّ فرد منّا أن يقول: يسوع يعرفني! هذا صحيح، إنَّ الأمر على هذا النّحو: هو يعرفنا أكثر من أيّ شخص آخر. وحده هو الّذي يعرف ما في قلوبنا، النّوايا، والمشاعر الخفيّة. إنَّ يسوع يعرف نقاط قوّتنا وعيوبنا، وهو مستعدّ على الدّوام لكي يعتني بنا، ويشفي جراح أخطائنا بوفرة رحمته. فيه تتحقّق بشكل كامل صورة راعي شعب الله الّتي حدّدها الأنبياء: فهو يعتني بخرافه، ويجمعها، ويضمِّد الجريح منها، ويداوي المريض منها: كما نقرأ في سفر النّبيِّ حزقيال.

لذلك، يسوع الرّاعي الصّالح يدافع عن خرافه ويعرفها ويحبّها. ولذلك يَبذِلُ نَفسَه في سَبيلِ الخِراف. إنَّ محبّته لخرافه، أيّ لكلّ واحد منّا، تحمله لكي يموت على الصّليب، لأنّ هذه هي إرادة الآب، ألّا يضيع أحد. إنَّ محبّة المسيح ليست انتقائيّة، وإنّما هي تعانق الجميع. ويذكّرنا يسوع نفسه بذلك بهذا في إنجيل اليوم، عندما يقول: "ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضًا لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد". هذه الكلمات تشهد على قلقه الشّامل: إنَّ يسوع يريد أن يتمكّن كلّ شخص من الحصول على محبّة الآب واللّقاء بالله.إ

نَّ الكنيسة مدعوّة لكي تسير قدمًا برسالة المسيح هذه. بالإضافة إلى الّذين يتردّدون على جماعاتنا، هناك العديد من الأشخاص الّذين يقومون بذلك فقط في حالات معيّنة أو لا يفعلون ذلك أبدًا. لكن هذا لا يعني أنّهم ليسوا أبناء الله الّذين يوكلهم الآب إلى يسوع الرّاعي الصّالح الّذي بذل حياته في سبيل الجميع.

أيّها الإخوة والأخوات، إنَّ يسوع يدافع عنّا جميعًا ويعرفنا ويحبّنا. لتساعدنا مريم الكلّيّة القداسة لكي نكون أوّل من يقبل الرّاعي الصّالح ويتبعه، لكي نساعد بفرح في رسالته."

وبعد الصّلاة، حيّا البابا المؤمنين الحاضرين في السّاحة الفاتيكانيّة، وتوقّف عند أبرز الأحداث في العالم، فقال: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء! يوم الجمعة الماضي، تمّ في سانتا كروز ديل كيشيه في غواتيمالا إعلان تطويب خوسيه ماريا غران شيريرا ورفاقه الشّهداء التّسعة. إنّهم ثلاثة كهنة وسبعة علمانيّين من رهبانيّة مرسلين قلب يسوع الأقدس، قُتلوا بين عام 1980 وعام 1991 فترة الاضطهاد ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة الملتزمة في الدّفاع عن الفقراء. واذ حرّكهم الإيمان بالمسيح كانوا شهود بطوليّين للعدالة والمحبّة. ليجعلنا مثالهم أكثر سخاء وشجاعة في عيش الإنجيل. لنصفّق للطّوباويّين الجدد!

أعبّر عن قربي من سكّان جزر سان فانسان وغرُنادين حيث يتسبّب ثورانٌ بركانيّ بأضرار جسيمة. أؤكّد صلاتي وأبارك جميع الّذين يقدّمون المساعدة والعون. كذلك أنا قريب من ضحايا حريق مستشفى لمرضى فيروس الكورونا في بغداد حيث توفّي حتى الآن إثنان وثمانون شخصًا. لنصلِّ من أجل الجميع.

أعترف أنّني حزنت جدًّا بسبب المأساة الّتي حدثت مرّة أخرى في البحر الأبيض المتوسّط خلال الأيّام الأخيرة... حيث لقي مائة وثلاثون مهاجرًا حتفهم في البحر. إنّهم أشخاص. إنّهم أرواح بشريّة، توسّلوا عبثًا المساعدة لمدّة يومين كاملين. مساعدة لم تصل أبدًا. أيّها الإخوة والأخوات، لنسأل أنفسنا جميعًا حول هذه المأساة الإضافيّة. إنّه زمن الخجل والعار. لنصلِّ من أجل هؤلاء الإخوة والأخوات، ومن أجل الكثيرين الّذين لا زالوا يموتون في هذه الرّحلات المأساويّة. كما نصلّي أيضًا من أجل الّذين يمكنهم المساعدة ولكنّهم يفضّلون النّظر إلى الجهة الأخرى. لنصلِّ بصمت من أجلهم...

يُحتفل اليوم في الكنيسة بأسرها باليوم العالميّ للصّلاة من أجل الدّعوات والّذي يحمل عنوان: "القدّيس يوسف: حلم الدّعوة". نشكر الرّبّ لأنّه لا زال يبعث في الكنيسة أشخاصًا يكرّسون أنفسهم لإعلان الإنجيل وخدمة الإخوة محبّةً به. واليوم بشكل خاصّ نشكره على الكهنة الجدد الّذين منحتهم السّيامة الكهنوتية منذ قليل في بازيليك القدّيس بطرس. ونطلب من الرّبّ أن يرسل عمّالاً صالحين لكي يعملوا في كرمه ويكثّر الدّعوات للحياة المكرّسة.

والآن أحيّيكم جميعًا سكّان روما وحجّاجًا وأحيّي بشكل خاصّ أقارب وأصدقاء الكهنة الجدد؛ وكذلك جماعة المعهد الحبريّ الألمانيّ- الهنغاريّ الّتي قامت اليوم بحجّها التّقليديّ للكنائس السّبع. أتمنّى للجميع أحدًا مباركًا ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي. إلى اللّقاء."