الفاتيكان
25 حزيران 2021, 08:45

البابا فرنسيس يطلب الصّلاة من أجل لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر يوم الخميس المشاركين في الجمعيّة العامّة الرّابعة والتّسعين لهيئة رواكو المعنيّة بمساعدة الكنائس الشّرقيّة. رحّب البابا في بداية كلمته بالجميع وأعرب عن سعادته للقائهم خاصًّا بالذّكر الكاردينال ليوناردو ساندري والكاردينال ماريو زيناري والبطريرك بييرباتيستا بيتسابالا.

وأضاف البابا "أنّ المشاركة بالحضور الفعليّ تمنح الثّقة وتساعد العمل بعد أن كان الاتّصال ممكنًا عن بُعد فقط العام الماضي." وشدّد "على أهميّة الحاجة إلى اللّقاء المباشر وجعل الكلمات والأفكار تتحاور بشكل أفضل لتلَقي الاحتياجات والصّرخة التي تأتي من مناطق كثيرة من العالم، وخاصّة من الكنائس والدّول التي تقوم الهيئة بنشاطها من أجلها." 

وأضاف البابا أنّه هو أيضًا شاهد على ذلك مذكّرًا بإعلانه سنة ٢٠١٩ نيّته زيارة العراق، وشكَر الله "على تمكنه من تحقيق هذه الرّغبة"، وأنّه "أدرج تمثيلًا لهيئة رواكو في الوفد المرافق له وذلك أيضًا كعلامة امتنان لما قامت وستقوم به الهيئة."

وذكّر بأنّ المشاركين في الجمعيّة العامّة لهيئة رواكو "قد عقدوا خلال العام الأخير ورغم الجائحة لقاءات هامّة، وذلك للتّطرّق إلى الأوضاع في إريتريا ومتابعة ما يحدث في لبنان عقب الانفجار الرّهيب في مرفأ بيروت في ٤ آب/ أغسطس." ووجّه البابا الشّكر "على الالتزام من أجل مساعدة لبنان في هذه الأزمة الخطيرة"، وطلب من الحضور الصّلاة والدّعوة إلى الصّلاة من أجل اللّقاء الذي سيجمعه مع قادة الكنائس في لبنان في الأوّل من تمّوز/ يوليو، وذلك كي يقود الرّوح القدس المشاركين في هذا اللّقاء وينيرهم.

وطلب البابا فرنسيس بعد ذلك نقل شكره إلى جميع مَن يدعمون مشاريع الهيئة ويجعلونها ممكنة بحسب ما أفاد "فاتيكان نيوز"، مضيفًا "أنّ هؤلاء هم في أغلب الحالات مؤمنون بسطاء، عائلات، رعايا أو متطوّعون يعلمون أنّ الجميع أخوة ويخصّصون جزءًا من وقتهم ومواردهم للواقع الذي تعتني به هيئة رواكو."

وتحدّث البابا فرنسيس عن "حملة التّبرعات من أجل الأرض المقدّسة سنة ٢٠٢٠ والتي تم خلالها جمع نصف ما يُجمع عادةً تقريبًا. كان هناك بالتّأكيد تأثير للأشهر الطّويلة التي لم يتمكّن فيها الأشخاص من التّجمع في الكنائس وأيضًا للأزمة الاقتصاديّة التي أسفرت عنها الجائحة. إنّ هذا أمر جيّد من جهة لأنّه سيجعلنا نركّز على الأشياء الجوهريّة إلّا أنّه لا يجوز أن يجعلنا غير مبالين أمام طرقات القدس الفارغة من الحجاج مثلًا أو أن يمنعنا من التّعبير عن تضامن ملموس مع الكنائس والشّعوب المحلّيّة." ومن هذا المنطلق جدد البابا فرنسيس دعوته الجميع "إلى إعادة اكتشاف أهميّة أعمال المحبّة هذه والتي تحدّث عنها القدّيس بولس ونظّمها البابا بولس السّادس في الرّسالة العامّة Nobis in animo سنة ١٩٧٤ حول أعمال المحبّة إزاء الكنيسة في الأرض المقدّسة"، وأكّد على "آنيّة وصلاحيّة ما جاء في هذه الرّسالة".

وقال البابا لضيوفه "إنّهم قد تطرّقوا إلى أطر جغرافيّة وكنسيّة متعدّدة، وفي المقام الأوّل إلى الأرض المقدّسة حيث الشّعبان الإسرائيليّ والفلسطينيّ اللّذان نحلم لهما دائمًا أن تمتد قوس سلام الله في السّماء، القوس التي منحها الله لنوح كعلامة عهد بين الله والبشر. تلك السّماء غالبًا، وكما حدث مؤخّرًا، ما تقطعها متفجّرات تحمل الدّمار والموت والخوف."

وتحدّث بعدها "عن الصّرخة التي ترتفع من سوريا والتي هي دائمًا في قلب الله بينما لا تلمس قلوب مَن بأياديهم مصائر الشّعوب، وعن عار عشر سنوات من صراع وملايين النّازحين في الدّاخل والخارج، الضّحايا، وضرورة إعادة بناء تظل أسيرة منطق منحاز وغياب قرارات شجاعة من أجل خير تلك الأمّة المعذبّة."

وأشار في كلمته "إلى التّمثيل الحبريّ مثل السّفير البابويّ في دمشق الكاردينال زيناري وممثّلي الكرسيّ الرّسوليّ في لبنان والعراق، إثيوبيا وأرمينيا وجورجيا" والذين أراد توجيه التّحيّة والشّكر لهم. وأضاف: "أنّ هذا التّواجد قد مكّن المشاركين في الجمعيّة العامّة لهيئة رواكو من التّأمل في أوضاع الكنيسة في تلك البلدان." ووصف عمل الهيئة "بالثّمين لأنه يساعد الرّعاة والمؤمنين على التّركيز على ما هو جوهريّ، أيّ ما يخدم إعلان الإنجيل، عبر إبراز وجه الكنيسة التي هي أم، مع اهتمام خاصّ بالأصغر والأفقر. هناك في بعض الأحيان حاجة إلى إعادة بناء البنايات والكاتدرائيّات، بما في ذلك تلك التي دمّرتها الحروب، إلّا أنّه من الضروريّ في المقام الأوّل الاهتمام بالأحجار الحيّة الجريحة والمشتتة."

وتحدّث عن متابعته بقلق "للوضع النّاتج عن الصّراع في منطقة تيغراي في إثيوبيا والذي يؤثر على إريتريا أيضًا." وقال "إنّه وبعيدا عن الاختلافات الدّينيّة والطّائفية فإنّنا ننتبه إلى أهميّة ما تدعو إليه الرّسالة العامّة Fratelli tutti أمام الاختلافات الإثنية وما ينتج عنها من صراع حول السّلطة."

وذكر البابا أيضًا في حديثه أرمينيا مذكّرا بزيارته الرّسوليّة إلى هذا البلد سنة ٢٠١٦ وبإطلاقه الحمام مع الكاثوليكوس كاريكين الثّاني وذلك كرمز ورجاء من أجل السّلام في منطقة القوقاز بأسرها، إلّا أنّ هذه المنطقة قد جُرحت مرة أخرى خلال الأشهر الأخيرة. وشكر ضيوفه على اهتمامهم بالواقع في جورجيا وأرمينيا وذلك كي تعود الجماعة الكاثوليكيّة علامة وخميرة لحياة إنجيليّة.

وفي الختام، شكر البابا فرنسيس الجميع على حضورهم وإصغائهم وعملهم. ثم بارك الجميع وعملهم سائلًا إيّاهم مواصلة الصّلاة من أجله.