الفاتيكان
07 آذار 2023, 12:50

البابا فرنسيس يضيء على ثلاث صفات للمسيرة السّينودسيّة، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
الإصغاء السّير معًا والشّهادة، ثلاث صفات للمسيرة السّينودسيّة ولتكوين الكهنة وخدّام الإنجيل، ركّز عليها البابا فرنسيس في كلمته إلى جماعة إكليريكيّة القدّيسة مريم من أبرشيّة كليفلاند- أميركا، خلال استقبالهم الإثنين في الكرسيّ الرّسوليّ، في إطار زيارتهم إلى روما والّتي تتزامن مع الاحتفال بالذّكرى الـ175 لتأسيس الإكليريكيّة.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "تحدّث البابا فرنسيس أوّلاً عن الإصغاء، وفي المقام الأوّل الإصغاء إلى الرّبّ. وقال إنّنا نعلم أنّنا لا يمكن أن نفعل شيئًا بمفردنا، وذلك لأنّه وكما قال صاحب المزامير "إن لم يبنِ الرّبّ البيت فباطلاً يتعب البنّاؤون" (مز ١٢٧، ١). وتابع البابا أنّ هذا الوعي يدعونا إلى أن نوفّر فسحة للرّبّ في كلّ يوم من حياتنا، والتّأمّل في كلامه والعثور على نور لمسيرتنا بمساعدة مرافقة روحيّة، وفي المقام الأوّل يدعونا إلى قضاء الوقت مع الرّبّ في الصّلاة والإصغاء الصّامت أمام القربان. وأراد الأب الأقدس هنا حثّ الحضور على ألّا ينسوا أبدًا أهمّيّة الوقوف أمام الرّبّ للإصغاء إلى ما يريد أن يقول لهم، فالإصغاء إلى صوت الله في أعماق قلبنا وتمييز مشيئته أمر أساسيّ بالنّسبة لنموّنا الدّاخليّ، وخاصّة حين نكون أمام واجبات ملحّة وصعبة. وأضاف قداسته أنّ حياة الإكليريكيّة توفّر لهم فرصة إنماء عادة الصّلاة الّتي ستكون هامّة بالنّسبة لهم في خدمتهم المستقبليّة، كما وأوضح أنّ الإصغاء إلى الرّبّ يعني من جهة أخرى ردًّا يطبعه الإيمان على كلّ ما كشفه الرّبّ وما تنقله الكنيسة كي تتمكّنوا من تعليم الآخرين وأن تعلنوا لهم بصدق وفرح حقيقة الإنجيل وجماله، قال البابا.

الصّفة الثّانية للمسيرة السّينودسيّة الّتي أراد البابا فرنسيس التّأمّل فيها مع جماعة الإكليريكيّة هي السّير معًا. وقال لضيوفه إنّ فترة التّكوين في الإكليريكيّة تشكّل بالنّسبة لهم فرصة لتعميق روح الشّركة الأخويّة لا فقط فيما بينهم، بل وأيضًا مع الأسقف وكهنة الكنيسة المحلّيّة، المكرّسين والمؤمنين العلمانيّين، ومع الكنيسة الجامعة. وتابع الأب الأقدس مشدّدًا على أنّه من الضّروريّ أن ندرك كوننا أعضاء شعب واحد كبير تَلَقّى وعود الله كعطيّة لا كامتياز. وأضاف قائلاً للإكليريكيّين إنّ دعوتهم هي هبة يجب وضعها في خدمة بناء جسد المسيح، وتابع أنّ الرّاعي الجيّد يسير مع القطيع فيكون أمامه في بعض الأحيان لإرشاده على الطّريق، أو وسط القطيع في أحيان أخرى لتشجيعه، وأحيانًا خلف القطيع لمرافقة مَن يواجهون متاعب. ودعا الأب الأقدس الإكليركيّين إلى أن يتذكّروا دائمّا أهمّيّة السّير مع القطيع، لا منفصلين عنه أبدًا.

وفي حديثه عن الصّفة الثّالثة للمسيرة السّينودسيّة توقّف البابا فرنسيس عند الشّهادة، وقال إنّ الإصغاء إلى الله والسّير مع الآخرين يحملان الثّمار حين يصبحان علامات حيّة ليسوع الحاضر في العالم. وواصل الأب الأقدس حديثه إلى ضيوفه معربًا عن الرّجاء في أن تُعِدّهم السّنوات الّتي يقضونها في الإكليريكيّة على أن يهبوا أنفسهم بالكامل لله ولشعبه المقدّس، وأضاف أنّ الكنيسة هي في حاجة إلى حماسهم وسخائهم وعزمهم كي تكشف للجميع أنّ الله هو دائمًا معنا، في جميع ظروف الحياة. وتابع البابا فرنسيس أنّه يصلّي كي يكونوا دائمًا، في أيٍّ من أشكال الأعمال الّتي يقومون بها، علامة لكنيسة في انطلاق، وذلك بالشّهادة لمحبّة الله الرّحومة وتقاسمها مع كلّ أعضاء العائلة البشريّة، وخاصّة مع مَن هم أكثر فقرًا وعوزًا."

وفي الختام، أعرب البابا عن ثقته في أنّ دراستهم وتكوينهم في إكليريكيّة القدّيسة مريم سيُمَكّناهم من النّموّ في المحبّة الأمينة لله والخدمة المتواضعة للأخوة والأخوات.