الفاتيكان
18 أيار 2020, 09:30

البابا فرنسيس يصلّي من أجل عمّال النّظافة

تيلي لوميار/ نورسات
"صلاتنا اليوم هي من أجل العديد من الأشخاص الّذي ينظّفون المستشفيات والطّرقات والّذين يفرغون سلّات المهملات ويذهبون إلى البيوت ليأخذوا المهملات. ليباركهم الرّبّ ويساعدهم". بهذه الكلمات رفع البابا فرنسيس صلاته خلال قدّاس الأحد إلى الله، قبل أن يغوص متأمّلاً في إنجيل يوحنّا الّذي يقول فيه يسوع لتلاميذه: "إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي. وَأَنا أَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد. رُوحَ الحَقِّ الَّذي لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يَتَلَقَّاه لأَنَّه لا يَراه ولا يَعرِفُه. أَمَّا أَنتُم فتَعلَمون أَنَّه يُقيمُ عِندكم ويَكونُ فيكم. لن أَدَعَكم يَتامى، فإِنِّي أَرجعُ إِلَيكم"؛ فقال بحسب "فاتيكان نيوز":

"في وداعه لتلاميذه يعطيهم يسوع السّكينة والسّلام بوعد: "لن أَدَعَكم يَتامى، فإِنِّي أَرجعُ إِلَيكم". هو يدافع عنهم من ذلك الألم ومن الشّعور بالتّيتُّم. هناك اليوم في العالم شعور تيتُّم كبير: كثيرٌ من الأشخاص يملكون أمورًا كثيرة ولكن ينقصهم الأب. وهذا الأمر يتكرّر في تاريخ البشريّة: عندما يغيب الأب، يغيب شيء ما ويكون هناك على الدّوام رغبة في لقائه مجدّدًا؛ حتّى في الأساطير القديمة: لنفكّر على سبيل المثال بأسطورة أوديب وتليماك والعديد من غيرها الّتي تظهر على الدّوام هذا البحث عن الآب.

واليوم، يمكننا أن نقول إنّنا نعيش في مجتمع بغيب فيه الآب، ويخيّم شعور بالتّيتُّم يؤثّر أيضًا على حسّ الانتماء والأخوّة. لذلك يعد يسوع تلاميذه قائلاً: " وَأَنا أَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد". أنا ذاهب– يقول يسوع– سيأتي آخر وسيعلّمكم الدّرب إلى الآب. إنّ الرّوح القدس لا يأتي لكي يكون له معجبين، وإنّما لكي يعلّمنا الدّرب إلى الآب ويذكّرنا بكلّ ما علّمنا يسوع إيّاه. وبالتّالي لا وجود لروحانيّة للابن فقط أو روحانيّة للرّوح القدس فقط لأنّ الآب هو المحور. الإبن هو مُرسل من الآب ويعود إلى الآب. والرّوح القدس يُرسله الآب لكي يذكّر ويعلّم الدّرب إلى الآب.

فقط بهذا الوعي للأبناء الّذين ليسوا يتامى يمكننا أن نعيش بسلام فيما بيننا. إنّ الحروب، الصّغيرة أو الكبيرة، تملك على الدّوام بُعد تيتُّم بسبب غياب الآب الّذي يحلّ السّلام. لذلك وفي القراءة الأولى الّتي تقدّمها لنا اللّيتورجية اليوم يقول القدّيس بطرس للجماعة المسيحيّة الأولى: "قدِّسوا الرَّبَّ المَسيحَ في قُلوِبكم. وكونوا دائِمًا مُستَعِدِّينَ لأَن تَرُدُّوا على مَن يَطلُبُ مِنكم دَليلَ ما أَنتم علَيه مِنَ الرَّجاء، ولكِن لِيَكُنْ ذلك بِوَداعَةٍ ووَقار"، أيّ بالوداعة الّتي يمنحها الرّوح القدس. إنّ الرّوح القدس يعلّمنا هذه الوداعة، ولطف أبناء الآب. الرّوح القدس لا يعلّمنا أن نشتم. إنّ إحدى تبعات حسّ التّيتُّم هو الشّتم والحروب لأنّه حيث يغيب الآب يغيب الإِخوَةُ وتُفقَد الأُخوَّة. إنّ الاحترام والوداعة واللّطف، جميع هذه الأمور هي مواقف انتماء، انتماء إلى عائلة واثقة بأنّه لديها أب، وهو محور ومصدر كلّ شيء، وحدة الجميع وخلاص الجميع لأنّه أرسل ابنه ليخلّصنا جميعًا. وأرسل الرّوح القدس لكي يذكّرنا بالدّرب إلى الآب وبهذه الأبوّة وبالموقف الأخويّ للوداعة واللّطف والسّلام.

لنطلب من الرّوح القدس أن يذكّرنا على الدّوام بهذه الدّرب إلى الآب، وبأنّه لدينا أب وأن هذه الحضارة تعاني من شعور تيتُّم كبير ولكي يمنحنا النّعمة لكي نجد الآب مجدّدًا، الآب الّذي يعطي معنى للحياة بأسرها ويجعل من جميع البشر عائلة واحدة".

وفي الختام، بارك البابا المؤمنين بالقربان ودعاهم إلى المناولة الرّوحيّة.