الفاتيكان
22 شباط 2022, 11:20

البابا فرنسيس: يسوع يدعونا إلى رؤية كلّ شيء بنظرة الله

تيلي لوميار/ نورسات
"يريدون السّير معًا من أجل أن يعيشوا في أخوّة فرح الإنجيل" إنّهم أعضاء جمعيّة Voir ensemble "الرّؤية معًا" الّتي تجمع عددًا من الأشخاص الّذين فقدوا نظرهم أو يعانون من ضعف فيه، والّذين وصفهم البابا فرنسيس بهذه الكلمات خلال استقبالهم يوم السّبت في إطار حجّهم إلى روما كـ"علامة للمشاركة الكاملة للمؤمنين الّذي يعانون من حالات إعاقة في الشّركة مع الكنيسة. ومن هذا المنظور قال الأب الأقدس بحسب "فاتيكان نيوز" إنّه يريد أن يتقاسم مع ضيوفه تأمّلاً قصيرًا انطلاقًا من الإنجيل والّذي يروي لنا فيه القدّيس يوحنّا لقاء يسوع رجلاً أعمى منذ مولده، وقال:

"أوّل ما نلحظه في هذا اللّقاء، ألا وهو أنّ نظرة يسوع تسبقنا، هي نظرة تدعو إلى اللّقاء وإلى الفعل، إلى الحنان والأخوّة. إنّ هذا الرّجل الأعمى لم يسأل يسوع شيئًا، بل يسوع هو مَن رأى فيه أخًا في حاجة إلى التّحرّر والخلاص. إنّ الرّبّ يدعونا إلى إنماء الحنان وأسلوب اللّقاء. أمّا التّلاميذ والّذين كانوا مع يسوع فقد كانوا متوقّفين عند النّظرة الّتي كانت في تلك الفترة للأشخاص الّذين وُلدوا عميانًا، فقد كانوا يُعتبرون أشخاصًا وُلدوا في الخطيئة يعاقبهم الله، كان هؤلاء سجناء نظرة إقصاء."

ثمّ توقّف عند ثقافة الأحكام المسبقة، وقال: "إنّ هذا أسلوب للنّظر يرفضه يسوع بشكل قاطع. فحين سأله التّلاميذ إن كان هذا الرّجل الأعمى مَن خطئ أم كانا والداه حتّى وُلد أعمى، أجابهم يسوع "لا هذا خَطِئَ ولا والِداه". إنّ هذه كلمة تحرير واستقبال وخلاص، إنّنا نعتاد اليوم ومع الأسف على لمس ظاهر الأشياء فقط، جوانبها الأكثر سطحيّة، وتَعتبر ثقافتنا أنّ الأشخاص جديرون بالاهتمام على أساس مظهرهم الجسديّ، ما يرتدون من ملابس، منازلهم الجميلة، سيّاراتهم الفاخرة، مكانتهم الاجتماعيّة وثرائهم. إنّ الإنجيل يعلّمنا في المقابل أنّ الشّخص المريض أو المصاب بإعاقة يمكن أن يكون بضعفه ومحدوديّته في مركز اللّقاء، اللّقاء مع يسوع، لقاء يقود إلى انفتاح على الحياة والإيمان ويمكنه أن يؤسّس علاقات أخوّة وتضامن في الكنيسة وفي المجتمع."

نقطة أخرى في تأمّل البابا فرنسيس انطلقت من قيام المسيح بأعمال الله لهذا الرّجل مانحًا إيّاه البصر، حيث اقترب منه وطلا عينيه بالطّين ثمّ أرسله إلى بركة سلوام ليغتسل. وقال البابا: "إنّ قلب يسوع لا يمكنه أن يكون غير مبال أمام المعاناة، يدعونا يسوع إلى العمل على الفور، إلى تعزية إخوتنا وتخفيف ومداواة جراحهم". وشبّه الأب الأقدس في هذا السّياق الكنيسة بمستشفى ميدانيّ حيث هناك الكثير من الأخوة والأخوات الّذين هم في حاجة إلى يد ممدودة لمداواة جراحهم.

وتابع: "الرجل الأعمى بلقائه المسيح، نور العالم، أصبح قادرًا على الرّؤية، بينما من يرون يظلّون ورغم لقائهم يسوع عميانًا. إنّ يسوع يدعونا إلى تجديد نظرتنا للأشخاص والأشياء، يقترح علينا رؤية جديدة لعلاقاتنا مع الآخرين وخاصّة في العائلة، لضعفنا البشريّ، للمرض وللموت. يدعونا إلى نرى كلّ هذا بنظرة الله. إنّ الإيمان لا يقتصر على قناعات نظريّة، تقاليد وعادات، بل هو رباط، ومسيرة على خطى يسوع تجدّد أسلوب رؤيتنا للعالم والأخوّة.

ومن هذا المنطلق، نحن كمسيحيّين لا يمكننا أن نكتفي بأنّنا أُنرنا، بل علينا أن نكون شهودًا للنّور.

وذكّر هنا بكلمات الرّجل الأعمى: "أعلَمُ أَنِّي كُنتُ أَعْمى وها إِنِّي أُبصِرُ الآن"، "وهكذا صار الرّجل شاهدًا ليسوع ولعمل الله، عمل الرّحمة والمحبّة الّذي يهب الحياة"، وأكّد البابا فرنسيس على أنّنا نحن أيضًا مدعوّون إلى الشّهادة ليسوع في حياتنا من خلال أسلوب الاستقبال والمحبّة الأخويّة."