البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في اللّقاء الدّوليّ الثّالث للجوقات
"إنّ الجمعية العامّة الأخيرة لسينودس الأساقفة، والتي كان موضوعها "الشّباب، الإيمان وتمييز الدّعوات"، كانت الموسيقى أحد المواضيع التي تمّ التّطرّق إليها باهتمام. وفي هذا السّياق، بما جاء في الوثيقة الختاميّة للسّينودس حول أهميّة الموسيقى كبيئة يتواجد فيها الشّباب بشكل متواصل، وأيضًا كثقافة ولغة قادرتين على إثارة المشاعر وتشكيل الهويّة، كما وتعتبر الوثيقة اللّغة الموسيقيّة موردًا رعويًّا.
إنّ ترانيمكم هي وسيلة كرازة بقدر ما تصبحون شهودًا لعمق كلمة الله التي تمسّ قلوب الأشخاص. وأشجّعكم بالتّالي على ألّا تتوقّفوا عن التزامكم الهامّ هذا، ومن هنا ضرورة أن تكون الكنيسة دائمًا بالقرب من الأشخاص في لحظات الفرح والحزن لتقدّم لهم الإيمان كرفيق.
ويجدر أيضًا ذكر التّجديد اللّيتورجيّ الذي حقّقه المجمّع الفاتيكاني الثّاني، والتّقاليد الموسيقيّة للكنيسة. إنّ تقاليد جماعاتنا المختلفة في العالم تُظهر الأشكال المترسّخة في الثّقافة الشّعبيّة، والتي تتحوّل إلى صلاة حقيقيّة. كما أنّ تجمُّعكم هذا يعكس كون الكنيسة جامعة، وأيضًا تقاليدها المتعدّدة. ومن جهة أخرى، أؤكّد لكم أنّ ترانيمكم وموسيقاكم توضح، وخاصّة خلال الاحتفال الإفخارستيّ، كوننا جسدًا واحدًا، ننشد بصوت واحد إيماننا الواحد؛ ورغم اختلاف اللّغات التي نتحدّث بها، بإمكان الجميع فهم الموسيقى التي نعلن بها إيماننا والرّجاء الذي ينتظرنا.
وأدعوكم إلى تفادي تجربة حبّ الظّهور الذي يعتّم التزامكم من جهة، ويزدري المشاركة الفعّالة للشّعب في الصّلاة. وانّني أدعوكم بالأحرى إلى تحفيز المؤمنين جميعًا على المشاركة في التّرنيم، لا أن تحلّوا محلّهم حارمين الشّعب من تقديم شهادة لصلاة كنسيّة وجماعيّة. وأحثّكم أيضًا على تثمين الأشكال الأخرى من التّعابير الرّوحيّة الشّعبيّة.
يجب أن تكون الموسيقى أداة وحدة من أجل تعزيز فعاليّة الإنجيل في عالم اليوم، وذلك من خلال الجمال الذي يساهم في الإيمان، واثقين في محبّة الآب."
ثم منح الأب الأقدس بركته للجميع موكلاً إيّاهم إلى القدّيسة سيسيليا شفيعة الموسيقيّين والمرنّمين، كما طلب منهم ألّا ينسوا أن يصلّوا من أجله.