البابا فرنسيس يستعيد نشاطه محذّرًا من عبادة الأوثان
وفي التّفاصيل ونقلاً عن "فاتيكان نيوز"، دعا الأب الأقدس كلّ مسيحيّ إلى أن يطرح على نفسه السّؤال التّالي: "من هو إلهي؟ أهو الحبّ الواحد والثّالوث أمّ هو صنميّ أو نجاحي الشّخصيّ حتّى داخل الكنيسة؟"، مذكّرًا بما جاء في كتاب التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة "إنّ عبادة الأوثان ليست مرتبطة فقط بالعبادات الوثنيّة الكاذبة. بل هي تبقى تجربة دائمة للإيمان وتقوم على تأليه ما ليس بإله". وتابع: "من هو "الإله" على الصّعيد الوجوديّ؟ فإنّ ما يوجد في محور حياتنا وعليه يعتمد فكرنا وتصرّفاتنا. ويمكن للمرء أن يترعرع في عائلة مسيحيّة إسميًّا لكنّها ترتكز في الواقع إلى نقاط مرجعيّة لا تمتّ للإنجيل بصلة. كما أنّ الإنسان لا يمكنه أن يعيش من دون أن تتمحور حياته حول شيء ما. لهذا يقدّم العالم "سوبرماركت" من الأصنام والأوثان الّتي يمكنها أن تكون أشياء أو صورًا أو أفكارًا أو أدوارًا".
وحذّر البابا في حديثه من أشكال عبادة الأوثان في زمننا الرّاهن، مقتبسًا من الوصيّة القائلة: "لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة ... لا تسجد لها ولا تعبدها"، مشيرًا إلى أنّ "الأوثان تعد بالحياة لكنّها في الواقع تأخذها. بيد أنّ الله الحقيقيّ لا يطلب الحياة بل يعطيها. إنّ الله الحقيقيّ لا يقدّم انعكاسًا لنجاحنا بل يعلّمنا أن نحبّ. الله الحقيقيّ لا يطلب البنين بل يقدّم لنا ابنه. الأوثان تقدّم فرضيّات مستقبليّة وتجعلنا نحتقر الحاضر، لكنّ الله الحقيقيّ يعلّمنا كيف نعيش في الواقع اليوميّ".
وفي الختام، أكّد البابا فرنسيس على أنّ "التّعرف على عبادة الأوثان الخاصّة بنا تشكّل بداية للنّعمة وتضعنا في الدّرب الّتي تقود نحو المحبّة الّتي تتعارض في الواقع مع عبادة الأوثان... وكي نحبّ علينا أن نتحرّر من الأوثان".