الفاتيكان
13 كانون الأول 2024, 08:00

البابا فرنسيس يزور جزيرة كورسيكا يوم الأحد

تيلي لوميار/ نورسات
في 15 كانون الأوّل/ديسمبر، تأخذ الرحلة الرسوليّة السابعة والأربعين البابا فرنسيس إلى كورسيكا، المعروفة باسم Île de beauté، أي جزيرة الجمال، حيث سيشارك في مؤتمر التقوى الشعبيّة في البحر الأبيض المتوسّط قبل أن يلتقي برجال الدين والمؤمنين في الجزيرة الفرنسيّة، وفق "فاتيكان نيوز".

 

من ناحية، التقوى الشعبيّة: الحجّ، وأعمال التقوى في المزارات، والتراتيل والصلوات التقليديّة. من ناحية أخرى، البحر الأبيض المتوسّط بتحدّياته، وأصداء الحرب، ومأساة الهجرة التي حوّلت "بحرنا" (الأبيض المتوسّط) إلى "مقبرة في الهواء الطلق": رحلة البابا فرنسيس الرسوليّة في 15 كانون الأوّل/ديسمبر إلى كورسيكا، مسقط رأس نابليون، والمعروفة باسم "جزيرة الجمال" بمناظرها الطبيعيّة الخلابة والمهدّدة بالزوال بسبب الأزمات البيئيّة التي من صنع الإنسان، ستشمل هذين الجزئين.  

بالمقارنة مع رحلة الحجّ الطويلة إلى جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، فإنّ هذه رحلة "برق" تستغرق أقلّ من اثنتي عشرة ساعة تشهد أيضًا لقاء البابا، لمدّة أربعين دقيقة، مع الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون.

وهي أيضًا الزيارة الأولى التي يقوم بها بابا إلى العاصمة أجاكسيو، ولو أنّ أنجيلو رونكالي- البابا يوحنّا الثالث والعشرون - زار الجزيرة كسفير بابويّ في باريس في عام 1952.

قدّم ماتيو بروني، مدير المكتب الصحفيّ للفاتيكان، إضاءات على رحلة البابا فرنسيس الوشيكة.

" يذهب البابا إلى كورسيكا للقاء الشعب المسيحيّ في الجزيرة وللقاء التقوى الشعبيّة"، في إشارة إلى مؤتمر التقوى الشعبيّة في البحر الأبيض المتوسّط، وهو حدث يستمرّ يوميْن ينظّمه أسقف أجاكسيو، الكاردينال فرانسوا كزافييه بوستيلو.

سيخاطب البابا فرانشيسكو - اسم البابا باللغة الكورسيكيّة، كما هو موضّح في الشعار الأزرق للزيارة - أكثر من 400 مشارك في المؤتمر، من بينهم أساقفة وأكاديميّون وممثّلون من مختلف البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسّط.  

هناك ثلاثة مواعيد رئيسة للبابا، الذي يغادر مطار فيوميتشينو في روما في الساعة 7:45 صباحًا يوم السبت لمدّة ساعة وربع إلى مطار أجاكسيو، الذي على اسم نابليون.

هناك يتمّ الترحيب به من قبل وزراء الداخليّة وأوروبا والخارجيّة الفرنسيّين. وبعد الأناشيد والتكريم العسكريّ وعرض الوفود والاجتماع الخاصّ مع الوزراء، ينتقل البابا فرنسيس إلى قصر المؤتمرات والمعارض في أجاكسيو.

على طول الطريق، يتوقّف أوّلًا لفترة وجيزة في مصلّى جرن المعموديّة الذي على اسم القدّيس يوحنّا، والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس ولكن لم يتمّ اكتشافه إلّا في عام 2005 في أثناء العمل في موقفٍ للسيّارات. وسيلقي البابا الخطاب الأوّل له في الزيارة، في قاعة القصر حيث قال بروني بأنْ "من المرجح أن يتردّد صدى أزمات البحر الأبيض المتوسّط". في الخارج، سيحيي البابا فرنسيس بعض الشباب الذين سيطلقون بالونات ملوّنة.

يسافر البابا بعد ذلك في سيّارة مغلقة إلى كاتدرائيّة القدّيسة مريم أسونتا التي من أواخر عصر النهضة للقاء الكهنة والرهبان والراهبات والمكرّسين والإكليريكيّين. تتبع أغاني الأطفال والزهور والتحيّات والبركات وأخيرًا تلاوة صلاة التبشير الملائكيّ.

يحظى الأب الأقدس بوقت لقيلولة قصيرة في دار الأسقفيّة، يمرّ بعده، عبر الحشود وهو يشقّ طريقه إلى ساحة أوسترليتز، الحديقة الكبيرة المسمّاة "U Casone" تخليدًا لذكرى مبنى قديم حيث، وفقًا للتقاليد، اعتاد نابليون الذهاب واللعب عندما كان طفلًا.

هذا هو الموقع الذي سيحتفل فيه البابا بالقدّاس الإلهيّ، والذي من المتوقّع أن يحضره حوالى 7000 مؤمن، وتكون الزيارة اقتربت من نهايتها.

يجري الفصل الأخير من الرحلة في المطار. هو المحادثة مع الرئيس ماكرون حوالى الساعة 5:30 مساء.  

من كورسيكا، تشتغرق رحلة العودة حوالى 50 دقيقة. وفي خلالها، من المتوقّع أن يعقد البابا المؤتمر الصحفيّ المعتاد مع ما يقرب من 80 صحفيًّا من الصحف الدوليّة، ولو أقصر من المعتاد.  

ردًّا على سؤال حول "الدافع الحقيقيّ" لزيارة البابا إلى أجاكسيو قبل يوميْن فقط من عيد ميلاده الثامن والثمانين، شدّد بروني على أمريْن: اهتمام البابا بموضوع التقوى الشعبيّة، وموضوع البحر الأبيض المتوسّط، العزيز على البابا فرنسيس.