الفاتيكان
06 آب 2024, 09:00

البابا فرنسيس يدعو مريم من أجل السلام الذي يأتي من المسيح

تيلي لوميار/ نورسات
زار البابا فرنسيس بازيليك القدّيسة مريم الكبرى لمناسبة الاحتفال الليتورجيّ بتكريس الكنيسة البابويّة، وصلّى من أجل السلام لعالمنا الذي تمزّقه الحروب، وفق "فاتيكان نيوز".

 

في كلّ عام في عيد تكريسها، تصبح بازيليك القدّيسة مريم الكبرى مسرحًا لاحتفالٍ مثير للإعجاب، حيث تسقط الآلاف من بتلات الزهور البيضاء من السقف المذهّب، ما يرمز إلى تساقط الثلوج المعجزة في آب/أغسطس فأدّى إلى تأسيس الكنيسة البابويّة.

يذكر تقليد قديم أنْ، في مساء 4-5 آب/أغسطس 358، ظهرت السيّدة العذراء للبابا الحاكم، ليبيريوس، وزوجين رومانيّين تقيّين، طالبة بناء كنيسة في الموقع الذي سيشهد تساقط الثلوج المعجزة في ذروة الصيف الرومانيّ.

في صباح اليوم التالي، شوهد مخطّط الكنيسة بوضوح في الثلج المتساقط الجديد.

هذا العام، قام البابا فرنسيس نفسه برحلة إلى القدّيسة مريم الكبرى للمشاركة في الاحتفال الليتورجيّ بصلاة الغروب الثانية بمناسبة عيد تكريس الكنيسة.

في عظته، سلّط الأب الأقدس الضوء على "أعجوبة" تساقط الثلوج المعجزة، التي وصفها بأنّها رمز نعمة لجمالها ومجّانيّتها. "لا يمكن استحقاق النعمة، ناهيك عن شراؤها. لا يمكن تلقّيها إلّا كهديّة"، قال البابا. "على هذا النحو، لا يمكن التنبؤ بها تمامًا، مثل تساقط الثلوج في منتصف الصيف في روما".

تابع الأب الأقدس أنْ، من خلال هذا الموقف، من الممكن تقدير "العلامة" الأكثر أهمّيّة المرتبطة بالبازيليك، وهي أيقونة مريم، التي اسمها"Salus Populi Romani" ، أي خلاص الشعب الرومانيّ.

في هذه الأيقونة، كما قال، تكشف صورة العذراء مريم والطفل عن النعمة "في واقعيّتها، المجرّدة من كلّ ثوب أسطوريّ وسحريّ كامن دائما في المجال الدينيّ". وتابع البابا أنّنا هنا لا نرى سوى ما هو أساسيّ، المرأة والابن: مريم المختارة قبل الدهور، طاهرة مثل الثلج المتساقط حديثا (في زمن المعجزة)، وطفلها الذي فيه "وحده يسكن ملء الألوهة".

وقال البابا إنّ هذا "هو السبب في أنّ المؤمنين يأتون ليطلبوا من والدة الله القدّيسة البركة، لأنّها وسيط النعمة التي تتدفّق دائمًا وفقط من خلال يسوع المسيح، من خلال عمل الروح القدس".

وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ الحاضرين في العيد شكلّوا نوعًا من "الطليعة" أمام العديد من الحجّاج الذين سيأتون إلى روما للاحتفال باليوبيل المقدّس، مستحضرين شفاعة مريم من أجل روما والعالم بأسره. وبشكل خاصّ، يدعو الحجّاج مريم إلى التشفّع من أجل عطيّة السلام الحقيقيّ، الذي لا يمكن أن يأتي إلّا من "قلوب تائبة مُسامَحة، السلام الذي يأتي من صليب المسيح، ومن دمه الذي أخذه من مريم وسفكه لمغفرة الخطايا".

واختتم البابا فرنسيس كلمته بمخاطبة السيّدة العذراء بكلمات القدّيس كيرلّس الإسكندريّ: "أحيّيك يا مريم والدة الله، أنت النقيّة التي حملت النور. أحيّيك أيّتها العذراء مريم، الأمّ والأَمَة. عذراء، بالذي وُلِدَ منك، وأمّ، بالذي حملتِه بين ذراعيكِ […] أحيّيك، يا مريم يا كنز الأرض، والمصباح الذي لا ينطفئ، منك وُلِدَ شمس البرّ". يا والدة الله القدّيسة، صلّي لأجلنا.