البابا فرنسيس يدعو المؤمنين للمسِ جراح بعضهم البعض النفسية والجسدية ليكون المسيح حاضراَ بينهم
أيّها الإخوة و الأخوات الأعزّاء نريد اليوم أن نتوقّف عند جانب من الرحمة يقدّمه لنا إنجيل القديس لوقا.
إنه حدث المرأة الخاطئة التي دخلت بيت سمعان الفرّيسي بينما كان يسوع عنده ووقفت عند رجلي يسوع وهي تبكي، وجعلت تمسح بشعرها وتقبّل قدميه وتبللهما بالطّيب، فتسائل الفرّيسي في نفسه كيف يسمح يسوع للخطأة بأن يلمسوه، و فكّر قائلاً لو كان هذا نبيّ لأقصى المرأة بعيداً عنه ، لكن كلمة اليوم تعلّمنا التّفريق بين الخطيئة والخاطئ وبالتّالي بين الفرّيسي والمرأة الخاطئة، يقف يسوع في صفّ تلك الأخيرة، ويدخل في علاقة معها ليغفر لها خطيئتها، ويعلن أمام الجميع : إيمانك خلّصك .
تعلّمنا المرأة الخاطئة الرّابط بين الإيمان والمحبّة والإمتنان، فقد غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أظهرت حبّاً كبيراً .
ويضيف البابا قائلاً : أيها الإخوة الأعزّاء، إنّ الله قد وضعنا جميعاً في سرّ الرّحمة عينه، ومن هذه المحبة التي تسبقنا على الدّوام، نتعلّم الحبّ جميعاً لنظهر امتناننا على عطيّة الإيمان ولنشكر الرّبّ على محبّته الكثيرة، التي لا نستحقّها ولنسمح لمحبّة المسيح أن تتدفّق فينا لنسكبها بدورنا على إخوتنا .
وقد رحّب قداسته بدوره بالحجّاج النّاطقين باللغة العربيّة، وخاصّةً بالقادمين من الشّرق الأوسط وأضاف أيّها الإخوة أن نكون رسل رحمة يعني أن نلمس بحنان الجراح الحاضرة في أجساد ونفوس العديد من إخوتنا وأخواتنا وإذ نعتني بهذه الجراح نعترف بيسوع ونجعله حاضراً وحياً، ونسمح للآخرين بأن يلمسوا رحمته.