البابا فرنسيس يدعو إلى التّحديق بالمصلوب في الأوقات الصّعبة
وفي هذا الإطار، حذّر الأب الأقدس من "الذّاكرة المريضة والحنين المنحرف"، وقال: "هذه هي الأوهام الّتي يحملها الشّيطان: يجعلك ترى جمال شيء تركته وتبتَ عنه عندما يتملّكك اليأس في المسيرة وعندما تكون لا تزال في طريقك نحو الأرض الّتي وعدك الرّبّ بها. يشبه هذا الأمر مسيرة الصّوم نوعًا ما، لأنّ الحياة هي كمسيرة الصّوم نجد فيها التّجارب وتعزيات الرّبّ، نجد المنَّ والماء... والتّحسُّر على خيرات العبوديّة. هذه الخبرة نعيشها جميعنا نحن الّذين نريد إتّباع الرّبّ ولكنّنا نتعب، لكنَّ الأسوأ هو أن الشّعب قد تكلّم على الرّبّ، والكلام على الرّبّ يُسمّم النّفس والقلب، وهذه الأفاعي الّتي كانت تلدغ الشّعب كما تخبرنا القراءة الأولى هي العلامة لهذا التّسمُّم وغياب الثّبات في إتّباع مسيرة الرّبّ.
جوابًا على دعوة الرّبّ له، صَنَعَ موسى حيَّةً مِن نُحاس وجَعَلَها على سارِيَة. فكانَ أَيُّ إِنسانٍ لَدَغَته حَيَّةٌ ونَظَرَ إِلى الحّيَّةِ النّحاسِيَّةِ يَحيا. إنّها صورة نبويّة للمسيح المرفوع على الصّليب. هنا نجد مفتاح خلاصنا ومفتاح صبرنا في مسيرة الحياة، نجد المفتاح لتخطّي صحارينا: بالنّظر إلى المصلوب، بالنّظر إلى المسيح المصلوب. قد يسألني أحدكم: "ماذا علي أن أفعل يا أبتي؟" أنظر إليه، وانظر إلى جراحه وادخل فيها، إنّها الجراح الّتي بها شُفينا. تشعر أنّك مُسمّم وحزين، تشعر أنّ حياتك لا تسير على ما يرام ومليئة بالصّعوبات، أنظر إلى المصلوب!... إلى المسيح المرفوع كتلك الحيّة في الصّحراء والّذي أخلى ذاته ليتغلّب على كلِّ شيء. لتعلِّمنا كلمة الله اليوم هذه المسيرة، أيّ النّظر إلى المصلوب لاسيّما عند الصّعوبات وعندما نتعب من مسيرة الحياة".