البابا فرنسيس يُدرج اسم القدّيس إسحق النينويّ في سنكسار الكنيسة الرومانيّة
زار مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة مع أعضاء اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتيّ بين الكنيسة الكاثوليكيّة وكنيسة المشرق التي بدأت مؤخّرًا مرحلة جديدة من الحوار حول الليتورجيا في حياة الكنيسة، البابا فرنسيس في الفاتيكان.
ضمّت الزيارة أكثر من حدث ومن أبرز ما تمّ فيها أن أعلن البابا، في المناسبة، إدراج القدّيس إسحق النينويّ، أسقف نينوى، أحد أكثر الآباء حظوة، في التقليد السريانيّ المشرقيّ، بالتكريم، في سنكسار الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة (اللاتينيّة).
القدّيس إسحق النينويّ
كان اسحق النينوي، راهب وأسقف عاش في النصف الثاني من القرن السابع، ينتمي إلى تقليد ما قبل مجمع أفسس، أي إلى كنائس التقليد السريانيّ الكلدانيّ. ولد في ما يعرف الآن بقطر، حيث كانت له خبرة رهبانيّة مبكرة، وسيم أسقفًا على مدينة نينوى، بالقرب من الموصل الحاليّة، من قبل كاثوليكوس سلوقية – قطيسفون، غريغوريوس الأوّل. بعد بضعة أشهر من تولّيه الأسقفيّة، طلب العودة إلى الحياة الرهبانيّة واعتزل في دير ربّان شابور في بيت هوزاي (في جنوب غرب إيران الحاليّة). هنا قام بتأليف مجموعات عدّة من الخطب ذات المضمون النسكيّ الروحيّ التي أذاعت صيتَه.
على الرغم من انتمائه إلى كنيسة لم تعد في شركة مع أيّ كنيسة أخرى، لأنّها لم تقبل مجمع أفسس عام 431، تُرجمت كتابات إسحق النينويّ إلى اللغات كلّها التي يتحدّث بها المسيحيّون: اليونانيّة والعربيّة واللاتينيّة والجورجيّة والسلافيّة والإثيوبيّة والرومانيّة وغيرها. وهكذا أصبح إسحق مرجعًا روحيًّا مهمًا، لا سيّما في الأوساط الرهبانيّة على اختلاف تقاليدها، التي سرعان ما كرّمته بين قدّيسيها وآبائها.
قال بيان إعلان القدّيس النينويّ في سنكسار الكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة الصادر عن دائرة تعزيز وحدة المسيحيّين إنّ الإدراج يدلّ على أنّ القداسة لم تتوقّف عند حدود الانفصال، بل هي موجودة أبعد من الحدود الطائفيّة. كما أعلن المجمع الفاتيكانيّ الثاني: "إنّ الاعتراف بغنى المسيح والأعمال الفاضلة في حياة الآخرين، الذين يشهدون للمسيح حتّى بسفك الدماء أحيانًا، هو أمر عادل ومفيد".
وأوضح البيان بأنّ القدّيس يوحنّا بولس الثاني أعلن أنّ "الشركة المقدّسة تتحدّث بصوت أعلى من عوامل الانقسام" وأنْ "في رؤية ثيوقراطيّة نحن المسيحيّين لدينا سنسكار مشترك". كذلك، أشار السينودس الأخير حول السينودسيّةة إلى أنّ "مثال قدّيسي الكنائس الأخرى وشهود الإيمان فيها، هو عطيّة يمكننا أن ننالها من خلال إدراج الاحتفال بتذكارهم في تقويمنا الليتورجي".
وختمت دائرة تعزيز وحدة المسيحيّين بيانها معبّرة عن الأمل في أن يساهم إدراج القدّيس إسحق النينويّ، أحد مكوّني التراث الروحيّ المسيحيّ الثمين في الشرق الأوسط، في سنكسار الكنيسة الرومانيّة، في إعادة اكتشاف تعليمه وفي وحدة تلاميذ المسيح جميعهم.