الفاتيكان
21 شباط 2023, 12:15

البابا فرنسيس يحذّر الفنّانين من خطر فقدان القدرة على الاندهاش

تيلي لوميار/ نورسات
"عند التّناغم والّذي هو عمل الرّوح القدس، تناغُم في التّنوّع لا يلغي الاختلافات ولا يجانس"، توقّف البابا فرنسيس في كلمة وجّهها إلى فنّاني هيئة العروض الّذين استقبلهم أمس الإثنين في الفاتيكان، مؤكّدًا لهم أن "التّناغم بين ما هو مختلف هو أسمى من كلّ شيء، وهذا هو الطّريق الّذي يسير عليه عملهم"، مشجّعًا إيّاهم على مواصلة هذا السّير.

وفي الكلمة التي سلّمها لضيوفه ذكَّر البابا فرنسيس، بحسب "فاتيكان نيوز"، "بما لدى العالم الكاثوليكيّ من خبرات في مجال الاتّصالات الاجتماعيّة وبشكل خاصّ السّينما. وأشار في هذا السّياق إلى أنّ حركة العمل الكاثوليكيّة قد أسّست منذ العقود الأولى للقرن الماضي مراكز في مجال العمل الإذاعيّ والمسرحيّ والسّينمائيّ وبعد ذلك التّلفزيونيّ، وكانت هذه سنوات تَنَبَّه فيها البابوات في تعليمهم إلى تأثير الفنّ السّينمائيّ الجديد على الأشخاص وعلى المجتمع.

وتابع الأب الأقدس متحدّثًا عن نشاط المؤسّسة والّذي يُدرَج في هذا الإطار الغنيّ من المبادرات والجمعيّات، وأضاف أنّه بتفكيره في المؤسّسة عاد إلى سفر التّكوين والّذي نراه يمرّ أمامنا وكأنّه فيلم حيث الله هو المؤلّف والمشاهد في الوقت ذاته. فهو يبدأ عمله صانعًا كلّ شيء، السّماء، الأرض، النّجوم، الكائنات الحيّة وأخيرًا الإنسان، إنّها قصّة جمال وشغف، قصّة محبّة، قال البابا. ثمّ تابع أنّ في نهاية عمل الخلق يقوم الله بفعل مفاجئ، يصبح مشاهدًا لعمله ويتأمّل فيه ويعبِّر عن تقييمه: "رأى أنّ ذلك حسن"، أمّا تقييمه للإنسان الّذي خلقه على صورته ومثاله فكان أكثر شغفًا: "رأى أنّه حسن جدًّا". وقال البابا لضيوفه الفنّانين من مخرجين وممثّلين وعاملين في السّينما إنّنا نجد في هذه الصّفحات المقدّسة معنى عملهم، فهناك من جهة العمل الإبداعيّ، ومن جهة أخرى ذلك التّأمّليّ والتّقييميّ.

وفي حديثه عن لوحة الكتاب المقدّس الجميلة هذه دعا البابا فرنسيس الحاضرين إلى التّأمّل فيها حيث يمكن استنتاج أمور كثيرة، وتوقّف تحديدًا عند الدّهشة، فالله ذاته يبدو مندهشًا أمام جمال الخلائق، وخاصّةً عندما يتأمّل في الإنسان. وعاد البابا فرنسيس هنا إلى فيلم شهير وهو فيلم "أندري روبلييف" للمخرج أندري تاركوفسكي حول الرّسّام الشّهير والّذي صمت بسبب مأساة الحرب حسب ما تابع البابا فرنسيس، فلم يَعد يرسم ولا حتّى يتكلّم. ويذكر البابا مشهدًا في الفيلم حيث ومع أوّل دقّة لجرس كنيسة ينفتح قلبه مجدّدًا ويعود إلى الكلام والرّسم، فقد ملأ هذا الصّوت روح الفنّان بالدّهشة حيث لمس في هذا الصّوت بشكلٍ ما صوت الله الّذي يدعوه إلى الانفتاح".

وأنهى الأب الأقدس كلمته مشيرًا إلى "عالم اليوم الّذي تعصف به الحروب وشرور كثيرة والّذي يحتاج إلى علامات، إلى أفعال تثير الدّهشة وتكشف روائع الله الّذي لا يتوقّف عن محبّة خلائقه والاندهاش أمام جمالها"، محذّرًا من خطر فقدان القدرة على الاندهاش.