البابا فرنسيس يحدّد صفات الممثّل البابويّ ورسالته
وفي هذا السّياق، تحدّث البابا عن "الممثّل البابويّ كرجل الله، ما يعني أن عليه حفظ وصايا الله كافّة بفرح وعيش أمور الله، لا أمور الدّنيا، مكرّسًا لها ما لديه من موارد ومتقبّلاً بروح سخيّة المعاناة الّتي قد تنتج عن الإيمان بالله. الممثّل البابويّ هو أيضا رجل الكنيسة، أيّ أنّه لا يمثّل ذاته بل الكنيسة وبشكل خاصّ خليفة القدّيس بطرس. أذكّر بتحذير الله لنا من تجربة الخادم الشّرير (راجع متّى 24، 48-51). إنّ الممثّل البابويّ لا يعود رجل كنيسة في حال عامَل بشكل سيّء معاونيه، أو قدّم شهادة سيّئة في حال اهتمامه بالمظاهر والبذخ.
الممثّل البابويّ هو أيضًا رجل حماسة رسوليّة، فهو معلِن للبشرى السّارة ورسول للإنجيل، عليه أن ينير العالم بنور القائم وأن يحمل المسيح حتّى أقاصي الأرض".
كما رأى البابا الممثّل البابويّ "رجل مصالحة"، مشدّدًا على أهمّيّة الوساطة والشّركة، الحوار والمصالحة كعناصر هامّة في عمل السّفير البابويّ، مع ضرورة التّميّز بالحياديّة والموضوعيّة والعمل على حماية العدالة والسّلام.
أمّا عن تمثيله للأب الأقدس، فأشار البابا إلى أنّه عليه أن يجعل الأمر ملموسًا ويرمز إلى حضور البابا بين المؤمنين والشّعوب، "وهذه رسالة تستدعي الاستعداد والمرونة، التّواضع والمهارة والقدرة على التّواصل والتّباحث، كما وتتضمّن هذه الرّسالة زيارة الجماعات في المناطق الّتي لا يتمكّن البابا من التّوجّه إليها.
الممثّل الرّسوليّ رجل مبادرات، عليه بالتّالي التّحلّي بالقدرة على التّصرّف بشكل يتلاءم مع احتياجات اللّحظة بدون السّقوط في جمود ذهنيّ أو روحيّ أو إنسانيّ ولا في مرونة مرائّية متبدّلة، ولا يعني هذا بالطّبع أن يتميّز بالانتهازيّة بل بالقدرة على الانتقال من التّفكير إلى التّطبيق انطلاقًا من الاهتمام بالخير العامّ والأمانة لرسالته. الممثل البابويّ رجل طاعة، هنا ارتباط الطّاعة بالحرّيّة، لأنّه في الحرّيّة فقط يمكننا أن نطيع بالفعل، وفقط بطاعتنا للإنجيل يمكن بلوغ كمال الحرّيّة.
"الممثّل البابويّ رجل صلاة"، تابع البابا مذكّرًا بكلمات القدّيس بولس السّادس حول الممثّل البابويّ، حيث قال إنّه مَن يحمل معه المسيح باعتباره الخير الثّمين الّذي يجب إعلانه ونقله وتمثيله. "ويتطلّب هذا بلوغ علاقة متواصلة مع الرّبّ. إنّ الواجب الأوّل على أيّ أسقف هو تكريس الذّات للصّلاة وخدمة الكلمة".
الممثّل البابويّ هو رجل محبّة فاعلة... فعمل الممثّل البابويّ لا يمكن أن يقتصر على الجوانب الإجرائيّة بل عليه الاهتمام بأعمال المحبّة وخاصّة إزاء الفقراء والمهمّشين"، وهنا حذّر الأب الأقدس ممّا وصفه بخطر متواصل وهو تلَقّي الهدايا، متحدّثًا بالتّالي عن رفض الهدايا الثّمينة أو استخدامها في أعمال المحبّة، مشدّدًا على أنّ تلَقّي هديّة ثمينة لا يبرّر أبدًا استخدامها.
وأنهى البابا فرنسيس كلمته مشيرًا إلى أنّ الممثّل البابويّ هو رجل تواضع، مذكّرًا ضيوفه بطلبة التّواضع لخادم الله الكاردينال رافايل ميري دال فال.