العالم
13 أيلول 2024, 08:20

البابا فرنسيس يحثّ القادة على تعزيز الصالح العامّ للشعوب والأمم

تيلي لوميار/ نورسات
إنّ دعوة البابا فرنسيس الملحّة لتهيئة الظروف لعالم عادل وأخويّ تردّد صداها عاليًا، في سياقات مختلفة، طوال زيارته الرسوليّة إلى أوقيانوسيا وجنوب شرق آسيا، وفق "فاتيكان نيوز".

 

من ديلي إلى سنغافورة. يا لها من صدمة ثقافيّة. يا لها من تجربة مؤثّرة أن نلمس باليد وجهَيْ عالمنا المستقطَب بشكل متزايد، والذي يتّسم بالظلم وعدم المساواة الذي، كما لا يكلّ البابا فرنسيس من تذكيرنا، يؤدّي إلى الهجرة القسريّة والاستغلال والكراهية والصراع.

إبّان الرحلة إلى سنغافورة، واحدة من أغنى المراكز التجاريّة والاقتصاديّة والماليّة في العالم، احتككنا مع الإندونيسيّين الذين يحاولون الحفاظ على النسيج الاجتماعيّ الحسّاس لأمّة متنوّعة للغاية. مع الشعوب المنسية في المناطق النائية من بابوا غينيا الجديدة حيث لا يزال الكثيرون يعيشون من دون كهرباء أو مياه جارية؛ ومع شعب تيمور - ليشتي الذي يكافح من أجل التغلّب على عقود من الاستعمار والغزو والفقر.

لقد سلّط مسار الرحلة الضوء بقوّة على العديد من القضايا التي يواصل البابا لفت انتباه الساحة الدوليّة إليها بإلحاح شخص يشعر أنّ الوقت ينفد.

في إندونيسيا التعدّدية والمتنوّعة، شدّد الأب الأقدس على الحاجة إلى التزام راسخ بمواصلة تعزيز الحوار بين الأديان وإدامته لمواجهة الصراع والانقسام.

وفي بابوا غينيا الجديدة النائية، حيث يهدّد ارتفاع منسوب مياه المحيط منازل الراهبات المرسلات، رفع الدعوة الملحّة إلى العمل معًا لحماية بيتنا المشترك.

وفي دولة تيمور – الشرقيّة الفتيّة، حيث تقلّ أعمار 60 في المئة من السكّان عن 35 عامًا، شدّد على الحاجة إلى تمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لبناء مستقبل يسوده السلام.

فماذا عن سنغافورة؟ حسنا، لاحظ البابا أنّ واقع أنّ سنغافورة لديها "إمكانيّة الوصول إلى رأس المال والتكنولوجيا والمواهب" التي تضعها في طليعة التنمية المستدامة والحلول المبتكرة، يعني أنّها تتحمّل مسؤوليّة مواصلة العمل "لصالح الإنسانيّة والصالح العامّ للشعوب والأمم جميعها".

لكنّه حذّر من أن يتمّ ذلك "بطريقة لا تستثني الآخرين أو تقتصر على المصالح الوطنيّة".  

ربّما يكون هذا هو المفتاح ونحن نحاول توضيح عدد لا يحصى من الرسائل والانطباعات عن الرحلة التي توشك على الانتهاء: أولئك الذين لديهم الوسائل، مثل سنغافورة، "مثال ساطع لما يمكن للبشريّة تحقيقه من خلال العمل معًا في وئام". نحن مدعوّون بشكل أكثر إلحاحًا إلى القيام بذلك "بروح الإدماج والأخوّة"، "بينما يسعى الرجال والنساء في أنحاء العالم أجمع إلى بناء عالم يحظى فيه الصالح العامّ باحترام كبير" - قبل فوات الأوان.