العالم
13 أيلول 2022, 11:15

البابا فرنسيس يحتفل بعيد ارتفاع الصّليب في كازاخستان

تيلي لوميار/ نورسات
كما بات معلومًا، انطلق البابا فرنسيس صباحًا في وجهته إلى كازاخستان، للمشاركة في المؤتمر السّابع لقادة الأديان العالميّة والتّقليديّة، ولملاقاة الجماعة الكاثوليكيّة المحلّيّة الصّغيرة البالغة نسبتها 1% من مجموع السّكّان البالغ عددهم 19 مليون نسمة، وذلك لتشجعيها وتجديدها بالإيمان.

وعن تفاصيل الانطلاق والوصول وبرنامجه، نشر موقع "فاتيكان نيوز" ما يلي: "عند حوالي السّاعة ٦:٣٠ صباحًا، انتقل البابا بالسّيّارة من بيت القدّيسة مارتا في الفاتيكان إلى مطار روما فيوميتشينو، حيث استقلّ طائرة من طراز إيرباص A330 تابعة لشركة ITA. أقلعت الطّائرة عند حوالي السّاعة ٧:٣٦ صباحًا، متوجّهة إلى نور سلطان، العاصمة الكازاخستانيّة الّتي كانت تُعرف حتّى شهر آذار مارس ٢٠١٩ باسم أستانا.

حوالي ستّ ساعات ونصف من الطّيران، ستحلِّق خلالها طائرة إيرباص فوق إيطاليا وكرواتيا والبوسنة والهرسك وصربيا والجبل الأسود وبلغاريا وتركيا وجورجيا وأذربيجان. عند مغادرته إيطاليا، أرسل البابا برقيّة تقليديّة إلى رئيس الجمهوريّة الإيطاليّة، سيرجيو ماتاريلا، وجّه فيها "تحيّاته الودّيّة إلى رئيس الدّولة وجميع الإيطاليّين، ترافقها تمنّيات الصّفاء والوئام المصحوبة بالصّلاة إلى الله من أجل خير وازدهار الأمّة".

ومن المقرّر أن يكون الهبوط في تمام السّاعة ٥:٤٥ مساءً بالتّوقيت المحلّيّ، عندما ستكون في إيطاليا السّاعة ١:٤٥ ظهرًا، حيث سيكون في استقبال البابا فرنسيس في احتفال رسميّ رئيس الجمهوريّة، الّذي يتولّى منصبه منذ عام ٢٠١٩، ولكن لن تكون هناك أيّة خطابات وإنّما لقاء قصير في قاعة كبار الشّخصيّات. بعدها سينتقل الأب الاقدس إلى القصر الرّئاسيّ، عند حوالي السّاعة ٦:١٠ مساء بالتّوقيت المحلّيّ حيث ستتمّ مراسم الاستقبال الرّسميّة وزيارة المجاملة لرئيس الجمهوريّة. على أن يلقي البابا الخطاب الرّسميّ الأوّل في قاعة Qazaq Concert Hall، وهي مركز للفنون والتّرفيه، صمّمها مهندسون معماريّون إيطاليّون وصُمّمت على شكل "زهرة السّهوب". سيصل إليها البابا فرنسيس بالسّيارة من القصر الرّئاسيّ، عند حوالي ٧:٣٠ مساءً بالتّوقيت المحلّيّ، وسيتحدّث داخل القاعة بحضور السّلطات والمجتمع المدنيّ والسّلك الدّبلوماسيّ. في نهاية اللّقاء، سيُختتم اليوم الأوّل من الزّيارة بانتقال الأب الأقدس إلى السّفارة البابويّة، حيث سيقيم طيلة أيّام إقامته الثّلاثة في نور سلطان.

سيكون صباح الأربعاء يوم افتتاح المؤتمر السّابع لرؤساء الأديان العالميّة والتّقليديّة في قصر السّلام والمصالحة، وهو موعد ولد عام ٢٠٠٣، بحضور دائم للكرسيّ الرّسوليّ، ويتمحور هذا العام حول دور القادة في التّنمية الرّوحيّة والاجتماعيّة للبشريّة في فترة ما بعد الجائحة. حتّى الآن، تمّ تأكيد حضور ١٠٨ وفود من ٥٠ دولة حول العالم. أمّا عصر الأربعاء فسيعانق الأب الأقدس المؤمنين في المنطقة الكبيرة للـ Expo Grounds للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ، في يوم عيد ارتفاع الصّليب المقدّس، بحضور- وفقًا لما جاء في بيان صادر عن دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ- أبناء المسيحيّين الّذين اضطهدهم النّظام السّوفياتيّ وانتهى بهم الأمر كسجناء في معسكرات الاعتقال. أمّا يوم الخميس المصادف في الخامس عشر من أيلول سبتمبر فسيكون اللّقاء الّذي طال انتظاره مع الجماعة الكاثوليكيّة في مكان مرجعيّ لهم وهو كاتدرائيّة أم المعونة الدّائمة ومقرّ أبرشيّة مريم الكلّيّة القداسة في أستانا. أمّا عند المساء، فسيشارك البابا فرنسيس في اختتام المؤتمر السّابع لرؤساء الأديان العالميّة والتّقليديّة بقراءة البيان الختاميّ، على أن يتوجّه بعدها إلى مطار نور سلطان الدّوليّ ليعود إلى الفاتيكان.  

حوار، لقاء، بحث عن السّلام بين الأديان والثّقافات، هذه هي الكلمات الرّئيسيّة لهذه الزّيارة الرّسوليّة، كما قال مدير دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ، ماتيو بروني، في المؤتمر الصّحفيّ لتقديم هذه الزّيارة. ٣ أيّام و٥ خطابات، بما فيها عظة البابا فرنسيس، البابا الثّاني الّذي يزور كازاخستان بعد البابا يوحنّا بولس الثّاني الّذي زار بشجاعة أرض القوزاق لواحد وعشرين سنة خلت، بعد أيّام قليلة من الهجوم الإرهابيّ على البرجين التّوأمين في نيويورك والبنتاغون. بالأمس كما هو الحال اليوم، تبقى الحرب الشّبح الأكثر رعبًا، حتّى مع التّهديد بالكارثة النّوويّة الّتي تميّزها: إنّها الحرب العالميّة الثّالثة- كما قال البابا في عدّة مناسبات- "جنون" ترياقه، من المحتمل أن يعيد البابا فرنسيس إطلاقه أيضًا من قلب آسيا، الأخوّة العالميّة شعار وجوهر الالتزام الدّبلوماسيّ وتعليم الحبر الأعظم الأرجنتينيّ".