البابا فرنسيس يحتفل بالقدّاس الإلهي بمناسبة الذّكرى المئويّة الثّانية على تأسيس الدرك الفاتيكاني
تابع الأب الأقدس يقول الاستغلالي هو الشخص الذي يحدثنا عنه النبي عاموس في القراءة الأولى:إنّه الشخص الذي يحرّكه أحد هوس الرّبح لدرجة أنّه ينزعج من أيام الراحة التي تقتضيها الشريعة لأنها توقف وتيرة التجارة. إلهه الوحيد هو المال والاستغلال والاحتيال يسيطران على تصرّفه. للأسف هذا النوع من الأشخاص نجده في كل حقبة، حتى في يومنا هذا.
أضاف الحبر الأعظم يقول، أمّا المخادع فهو الرجل غير الأمين، ويحدّثنا عنه الإنجيل في مثل الوكيل الخائن. كيف توصّل هذا الوكيل إلى استغلال سيّده وسرقته؟ بين ليلة وضحاها؟ لا، وإنما شيئاً فشيئاً! في المثل يُثني ٱلسَّيِّدُ عَلى الوَكيلِ ٱلخائِن، لأنَّهُ كانَ فَطِناً في تَصَرُّفِهِ، وإنها فطنة دنيويّة وتقود إلى الخطيئة، ولكن هناك أيضاً فطنة مسيحيّة في التصرّف وهي صادقة وليست مطبوعة بروح العالم. إنها الفطنة التي يدعونا يسوع للتحلي بها عندما يدعونا لنكون حكماء كالحيات وودعاء كالحمام: إنها نعمة من الروح القدس أن نتمكّن من وضع هذين البعدين معاً وينبغي علينا أن نطلبها.
تابع البابا فرنسيس يقول، أمّا الثالث فهو الرجل الأمين ويمكننا أن نجد صورته في القراءة الثّانية؛ في الواقع هو الذي يتبع يسوع الذي جاد بنفسه فداء لجميع الناس وقدّم شهادته بحسب مشيئة الآب. الرجل الأمين هو رجل صلاة يصلّي من أجل الآخرين ويثق بصلاة الآخرين من أجله ليحيا "حَياةً سالِمَةً مُطمَئِنَّةً بِكُلِّ تَقوى وَكَرامَة". يحدثنا الإنجيل أيضاً عن الرجل الأمين ويقول لنا:مَن كانَ أَمينًا عَلى ٱلقَليل، كانَ أَمينًا عَلى ٱلكَثيرِ أَيضاً. وبالتالي تقودنا كلمة الله نحو خيار نهائي: "ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَين، لأنَّهُ إِمّا أن يُبغِضَ أَحَدَهُما وَيُحِبَّ ٱلآخَر، وَإِمّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهُما وَيَزدَرِيَ الآخَر".
وختم الأب الأقدس عظته بالقول؛ أيّها الإخوة الأعزاء ما هي مهمّتكم اليوم أنتم الذين تحتفلون بالذّكرى المئويّة الثانية في الخدمة ضد المخادعين والاستغلاليين... يمكننا أن نقول بكلمات القديس بولس:"أَن يَخلُصَ جَميعُ ٱلنّاسِ وَيَبلُغوا إِلى مَعرِفَةَ ٱلحَقّ"، أي أن تعملوا على تحاشي الأعمال السيئة كأعمال الاستغلالي والمخادع والدفاع عن الصدق وتعزيزه. أشكركم على دعوتكم وأشكركم على العمل الذي تقومون به. أشكركم على خدمتكم التي تقومون بها منذ قرنين وأتمنى أن يعترف الجميع بخدمتكم، كخدمة تحرس وتسعى ليس فقط لأن تأخذ الأمور مسارها الصحيح، وإنما أيضاً كخدمة تقومون بها بمحبّة وحنان مخاطرين أيضاً بحياتكم أحياناً. ليبارككم الرب على هذا كلّه!