الفاتيكان
06 كانون الثاني 2025, 08:50

البابا فرنسيس يجدّد نداءه من أجل السّلام!

تيلي لوميار/ نورسات
بعد صلاة التّبشير الملائكيّ، ذكّر البابا فرنسيس أنّ "الحرب هي هزيمة، على الدّوام"، مجدّدًا طلبه للصّلاة "من أجل السّلام في أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل ولبنان وسوريا وميانمار والسّودان"، داعيًا المجتمع الدّوليّ للعمل "بحزم لضمان احترام القانون الإنسانيّ في الصّراعات"، مجدّدًا صرخته: "كفى استهداف المدنيّين، كفى استهداف المدارس، والمستشفيات، كفى استهداف أماكن العمل!".

وكان الأب الأقدس قد وجّه- قبيل الصّلاة- كلمة روحيّة للمحتشدين في ساحة القدّيس بطرس، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "اليوم إذ يخبرنا الإنجيل عن يسوع، الكلمة الّذي صار جسدًا، ويقول لنا إنّ "النّور يشرق في الظّلمات ولم تدركه الظّلمات". هو يذكّرنا، كم هي قويّة محبّة اللّه الّتي لا يغلبها أيّ شيء والّتي، إذ تتخطّى العوائق والرّفض، تستمرّ في الإشراق وفي إنارة مسيرتنا.  

نرى هذا في عيد الميلاد، عندما يتخطّى ابن اللّه، الّذي صار إنسانًا، الكثير من الجدران والكثير من الانقسامات. ويواجه انغلاق عقول وقلوب "عظماء" عصره المهتمّين بالدّفاع عن السّلطة أكثر من اهتمامهم بالبحث عن الرّبّ. ويشارك حياة مريم ويوسف المتواضعة اللّذان يستقبلانه ويربّيانه بمحبّة، ولكن بإمكانيّات محدودة ومشاقِّ من لا يملكون الإمكانيّات. هو يقدّم نفسه، ضعيفًا وأعزلًا، في لقائه بالرّعاة، رجال قلوبهم مطبوعة بقسوة الحياة واحتقار المجتمع؛ ومن ثم بالمجوس، الّذين يقومون برحلة طويلة تدفعهم الرّغبة في التّعرُّف عليه، فيجدونه في بيت أناس عاديّين، في فقر مدقع.  

وأمام هذه التّحدّيات وغيرها، لا يتوقّف اللّه أبدًا: فهو يجد ألف طريقة لكي يصل إلى الجميع وإلى كلّ واحد منّا، أينما كنّا، بدون حسابات وبدون شروط، ويفتح حتّى في أحلك ليالي البشريّة المظلمة نوافذ من النّور لا يمكن للظّلام أن يغطّيها. إنّها حقيقة تعزّينا وتمنحنا الشّجاعة لاسيّما في زمن مثل زمننا، حيث هناك حاجة ماسّة إلى النّور والرّجاء والسّلام، وحيث يخلق البشر أحيانًا أوضاعًا معقّدة يبدو الخروج منها مستحيلًا.  

إنّ كلمة اللّه تقول لنا اليوم إنَّ الأمر ليس كذلك: بل هي تدعونا لكي نتشبّه بإله المحبّة، ونفتح بصيصًا من النّور حيثما استطعنا ومع جميع الّذين نلتقي بهم وفي كلّ سياق: عائليّ واجتماعيّ ودوليّ. هي تدعونا لكي لا نخاف من أن نقوم بالخطوة الأولى، ونفتح نوافذ منيرة من القرب من الّذين يتألّمون، ومن المغفرة والرّحمة والمصالحة، لكي نجعل المسيرة أكثر وضوحًا وأمانًا وممكنة للجميع. وهذه الدّعوة يتردّد صداها بشكل خاصّ في سنة اليوبيل الّتي بدأت للتّوّ، وتحثّنا على أن نكون رسل رجاء مع "نعم" بسيطة ولكن ملموسة للحياة، ومع خيارات تحمل الحياة. لنفعل ذلك جميعًا: هذا هو درب الخلاص!  

وهكذا، في بداية عام جديد، يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكنني أن أفتح نافذة من النّور في بيئتي وفي علاقاتي؟ أين يمكنني أن أكون ثغرة تسمح لمحبّة اللّه بالمرور؟ ما هي الخطوة الأولى الّتي يجب أن أقوم بها اليوم؟ لتساعدنا جميعًا مريم، النّجمة الّتي ترشدنا إلى يسوع، لكي نكون شهودًا منيرين لمحبّة الآب."