الفاتيكان
26 تشرين الأول 2020, 11:20

البابا فرنسيس: يتمّ التّعبير عن محبّة الله قبل كلّ شيء في الصّلاة ولاسيّما في العبادة

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البابا فرنسيس الصّلاة، خلال التّبشير الملائكيّ ظهر الأحد، "لكي يتمَّ على الدّوام تحاشي جميع أشكال العنف في البحث المستمرّ عن التّناغم الاجتماعيّ من خلال تعزيز العدالة والخير العامّ"، مشيرًا إلى قلقه بسبب الأخبار الّتي تصل إليه من نيجيريا حول النّزاعات العنيفة الّتي وقعت حديثًا بين قوى الأمن وبعض الشّباب المتظاهرين.

وكان البابا فرنسيس قبل الصّلاة قد ألقى كلمته على مسامع المشاركين، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"في إنجيل اليوم سأل أحد معلِّمي الشّريعة يسوع: "ما هي الوَصِيَّةُ الكُبرى في الشَّريعة"، أيّ الوصيّة الأساسيّة في الشّريعة الإلهيّة كلّها. أجاب يسوع: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ" وأضاف فورًا: "والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ".

يستعيد جواب يسوع ويجمع وصيّتين أساسيّتين أعطاهما الله لشعبه من خلال موسى. وهكذا يتخطّى الفخّ الّذي نُصب له لكي يحرجوه. في الواقع، حاول محاوره، أن يجرَّه إلى النّزاع بين خبراء الشّريعة حول التّسلسل الهرميّ للوصايا. لكن يسوع وضع مفصلين أساسيّين لمؤمني جميع الأزمنة. الأوّل هو أنّ الحياة الأخلاقيّة والدّينيّة لا يمكن اختزالها في طاعة قلقة وإجباريّة، بل يجب أن يكون الحبّ مبدأها. والثّاني هو أنّ المحبّة يجب أن تتوجّه وبلا انفصال نحو الله ونحو القريب. إنّها إحدى الحداثات الرّئيسيّة في تعليم يسوع وتجعلنا نفهم أنَّ محبّة الله لا تكون حقيقيّة ما لم يتمّ التّعبير عنها في محبّة القريب، وبالطّريقة عينها لا تكون محبّة القريب حقيقيّة ما لم تستقي من العلاقة مع الله.

يختتم يسوع جوابه بهذه الكلمات: "بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنِبياء". هذا الأمر يعني أنّ جميع الوصايا الّتي أعطاها الرّبّ لشعبه يجب أن تكون مرتبطة بمحبّة الله والقريب. في الواقع، تعمل جميع الوصايا على تنفيذ هذا الحبّ المزدوج غير القابل للتّجزئة والتّعبير عنه. يتمّ التّعبير عن محبّة الله قبل كلّ شيء في الصّلاة، ولاسيّما في العبادة. ومحبّة القريب، الّتي تسمّى أيضًا المحبّة الأخويّة، تتكوّن من القرب والإصغاء والمشاركة والاهتمام بالآخر. يكتب القدّيس يوحنّا الرّسول: "الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه".

في إنجيل اليوم، يساعدنا يسوع مرّة أخرى لكي نذهب إلى مصدر الحبّ الحيّ والمتدفّق. هذا المصدر هو الله نفسه، الّذي يجب أن نحبّه بشكل كامل في شركة لا يستطيع أيّ شيء أو أيّ شخص أن يكسرها. شركة تكون عطيّة يجب أن نطلبها يوميًّا، ولكنّها أيضًا التزام شخصيّ لكي لا تسمح حياتنا لأصنام العالم بأن تستعبدها. وبالتّالي فمحبّة القريب هي على الدّوام الدّليل على أنّ مسيرتنا هي مسيرة ارتداد وقداسة. وطالما سيكون هناك أخ أو أخت نغلق قلوبنا تجاههما، فسنبقى بعيدين عن كوننا تلاميذ كما يطلب منّا يسوع. لكن رحمته الإلهيّة لا تسمح لنا بأن نشعر بالإحباط، لا بل هي تدعونا لكي نبدأ كلّ يوم من جديد لكي نعيش الإنجيل بصدق.

لتفتح شفاعة العذراء مريم الكلّيّة القداسة قلوبنا لكي نقبل "الوصيّة الكبرى"، الوصيّة المزدوجة للحبّ، الّتي تُلخِّص شريعة الله كلّها والّتي يعتمد عليها خلاصنا."