البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي في إستاد الدفاع الجوي في القاهرة
إنّه إنجيل يمكن تلخيصه في ثلاث كلمات:موت وقيامة وحياة. يرجع التلميذان إلى حياتهما اليومية، مثقلين بالإحباط وبخيبة الأمل: لقد مات المُعلّم ولم يعد هناك رجاء. كانا في حالة من الضياع وخيبة الأمل. وأضاف الأب الأقدس:لقد تعرّف التلميذان على يسوع عند "كسر" الخبز، في القربان المقدس. ونحن إن لم نَكسر الحجاب الذي يغطي أعيننا، وإن لم نَكسر تحجّر قلبنا وأحكامنا المسبقة، لن نتمكّن أبدًا من رؤية وجه الله. وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ اللّقاء بيسوع القائم من الموت حوّل حياة هذين التلميذين، لأنّ اللّقاء بالقائم من الموت يحوّل كل حياة.
قال الأب الأقدس في عظته إنّ خبرة تلميذيّ عمّاوس تعلّمنا أنّه لا جدوى من أن نملأ دور العبادة إن كانت قلوبنا خاوية من مخافة الله ومن حضوره؛ تعلّمنا أنه لا جدوى من الصلاة إن لم تتحوّل صلاتنا الموجّهة لله إلى محبّة موجّهة للإخوة؛ لا قيمة للكثير من التديّن الخارجيّ إن لم يكن قائماً على الكثير من الإيمان والمحبّة؛ ولا فائدة من الاهتمام بالمظهر، لأنّ الله يرى الباطن والقلب (را. 1 مز 16، 7)، إنّ الله يبغض النّفاق (را. لو 11، 37-54؛ أع 5، 3-4). فالله يفضّل عدم الإيمان على أن يكون الشخص مؤمناً مزيّفاً، ومنافقاً! الإيمان الحقيقيّ هو ذاك الإيمان الذي يجعلنا أكثر محبّة، وأكثر رحمة، وأكثر صدقاً وأكثر إنسانيّةً؛ الإيمان الحقيقي هو ذاك الذي ينعش القلوب ويدفعها إلى محبّة الجميع مجانّاً، دون تمييز ولا تفضيل؛ هذا ما يقودنا إلى أن نرى في القريب، لا عدوّاً علينا أن نهزمه، بل أخاً علينا أن نحبّه ونخدمه ونساعده؛ إنّ الإيمان الحقيقيّ هو ذاك الذي يحثّنا على أن ننشر ثقافة اللّقاء والحوار والاحترام والأخوّة، وندافع عنها ونحياها؛ هو الذي يقودنا إلى شجاعة المغفرة لمَن يسيء إلينا، وشجاعة مساعدة من يسقط، وإكساء العريان، وإطعام الجائع، وزيارة المسجون، ومساعدة اليتيم، وإرواء العطشان، وتقديم العون للمسنّ وللمحتاج (را. متى 25، 31- 45). إنّ الإيمان الحقيقيّ هو ذاك الذي يحملنا على حماية حقوق الآخرين، بنفس القوّة والحماس اللذين ندافع بهما عن حقوقنا. في الحقيقة، كلّما ازداد الإنسان إيماناً ومعرفةً، كلّما ازداد تواضعاً وإدراكاً لكونه صغيراً.
في ختام عظته، خلال القداس الإلهي، في إستاد الدفاع الجوي في القاهرة، قال البابا فرنسيس:لتنِر السّيدة العذراء والعائلة المقدّسة، التي عاشت في هذه الأرض المباركة، قلوبنا، وليباركوكم ويباركوا مصر الحبيبة التي قبلت، منذ فجر المسيحيّة، تبشير الإنجيلي مرقس، وقدّمت على مدى تاريخها العديدَ من الشهداء، وحشداً غفيراً من القدّيسين والقدّيسات! المسيح قام، حقًّا قام!