البابا فرنسيس يتذكّر لبنان في ذكرى الحرب الأهليّة
بهذه الكلمات، ذكر البابا فرنسيس أمس الأحد لبنان في ذكرى الحرب الأهليّة، في نصّ كلمته قبل صلاة التّبشير الملائكيّ، والّذي نشرته دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ ظهر أحد الشّعانين، سأل في ختامه كذلك السّلام من أجل أوكرانيا المعذّبة، والأرض المقدّسة، وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة، وميانمار، وجنوب السّودان.
وجاء في النّصّ الّذي نُشر: "في أحد الشّعانين، استمعنا في الإنجيل إلى رواية آلام الرّبّ بحسب القدّيس لوقا. وقد سمعنا يسوع يتوجّه إلى الآب مرارًا قائلًا: "يا أبتِ، إن شئت فاصرف عنّي هذه الكأس… ولكن لا مشيئتي، بل مشيئتك!"؛ "يا أبت اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون"؛ "يا أبت، في يديك أجعل روحي!". رأيناه، أعزلٌ ومُهان، يسير نحو الصّليب بقلب ومشاعر طفل يتشبّث بعنق أبيه؛ ضعيفٌ في الجسد، ولكنّه قويّ في الثّقة والتّسليم، إلى أن نام في الموت بين ذراعي الآب.
هذه هي المشاعر الّتي تدعونا اللّيتورجيا إلى التّأمّل فيها واعتناقها. فجميعنا نمرّ بآلام، جسديّة كانت أم معنويّة، لكن الإيمان يساعدنا لكي لا نستسلم لليأس، ولا ننغلق في مرارتنا، بل نواجهها ونحن نشعر بأنّنا مغمورون، مثل يسوع، بعناق الآب الرّحيم والعطوف.
أيّها الأخوات والإخوة، أشكركم كثيرًا على صلواتكم. في هذه اللّحظات من الضّعف الجسديّ، هي تساعدني لكي أشعر أكثر فأكثر بقرب الله وشفقته وحنانه. وأنا أيضًا أصلّي من أجلكم، وأطلب منكم أن توكلوا معي إلى الرّبّ جميع المتألّمين، لاسيّما المتضرّرين من الحروب والفقر والكوارث الطّبيعيّة. وأتضرّع إلى الله لكي يقبل في سلامه ضحايا انهيار مبنى في سانتو دومينغو، ويعزّي عائلاتهم.
في الخامس عشر من نيسان أبريل، تصادف الذّكرى السّنويّة الثانية لاندلاع الصّراع في السّودان، الّذي أسفر عن آلاف القتلى وملايين العائلات الّتي أُجبرت على ترك منازلها. إنّ صراخ آلام الأطفال والنّساء والضّعفاء يعلو إلى السّماء ويتوسّل إلينا لكي نتصرّف. أجدّد ندائي إلى الأطراف المعنيّة لكي يوقفوا العنف ويستأنفوا مسارات حوار، وأدعو المجتمع الدّوليّ إلى تقديم المساعدات الأساسيّة للشّعوب."
وإختتم سائلًا مريم العذراء، الأمّ الحزينة، أن تنال للجميع نعمة السّلام وأن تساعدهم على عيش أسبوع الآلام بإيمان.