الفاتيكان
26 شباط 2024, 10:40

البابا فرنسيس يتحدّث عن أهميّة التّربية وعن الرّسالة التّربويّة للكنيسة

وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في مؤتمر ينظّمه مجلس أساقفة إسبانيا بعنوان "الكنيسة في التّربية" في مدريد، أكّد خلالها أنّ "الرّسالة التّربويّة للكنيسة متواصلة عبر القرون." وأشار، بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز" إلى أنّ الحافز اليوم "هو الرّجاء الذي ينبع من الإنجيل والذي من خلاله ننزر إلى الجميع بدءً من الأكثر صغرًا وضعفًا."

وتابع: "التّربية في المقام الأوّل فعل رجاء في من أمامنا من أشخاص، رجاء في آفاق حياتهم وإمكانيّة أن يتغيّروا وأن يساهموا في تجديد المجتمع. الرّسالة التّربويّة ملحّة جدًّا اليوم"، مؤكّدًا على "حقّ الجميع في التّربية والتي لا يجوز إقصاء أحد منها". وذكّر البابا بـ"الأطفال والفتية الذين لا يتمكّنون من الحصول على التّربية في مناطق مختلفة من العالم والذين يتعرّضون لظلم ويعانون حتّى من الحروب والعنف.

كما وأشاد بـ"الرّغبة في تناول قضيّة التّربية الهامّة في هذا المؤتمر، ودعا المشاركين فيه "إلى العمل انطلاقًا من احتياجاتهم في إسبانيا من دون نسيان أحد، والتّنبه إلى أشكال الاستبعاد الجديدة التي تولِّد ثقافة الإقصاء."

وتحدّث "عن ضرورة تذكُّر دائمًا أن تأسيس علاقات عادلة بين الشّعوب وأنّ القدرة على التّضامن إزاء المعوزين والعناية بالبيت المشترك تمرّ كلّها عبر قلوب وعقول وأيادي مَن يتم تربيتهم اليوم."

وتوقّف البابا فرنسيسس عند "ما يميّز التربية الكاثوليكيّة، ألاّ وهي الأنسنة الحقيقيّة والتي تنبع من الإيمان وتولّد الثّقافة". 

وتحدّث "عن المسيح الذي يعيش بيننا ويتكلّم لغتنا ويرافق عائلتنا وشعبنا"

وذكّر "بحضور الكنيسة والتزامها في مجال التّربية في إسبانيا، وبالكثير من الأشخاص والجماعات الذين ساهموا من خلال عملهم في الهويّة الثّقافيّة لمجتمعكم، وأثّروا أيضًا مسيرة الكنيسة الجامعة."

وشجّع "على مواصلة التّأمل والسّير معصا وعلى تثمين هويّتهم وإيمانهم". ووصف "التّربية بعمل جماعيّ يستدعي دائمًا التّعاون والعمل في شبكة، وحثّ الجميع بالتّالي على تفادي العمل بمفردهم والمرجعيّة الذّاتيّة، فالتّربية تصبح مستحيلة بدون التّركيز على الحرّيّة وفتح طريق الصّداقة الاجتماعيّة وثقافة اللّقاء."

وفي الختام، وجّه البابا فرنسيس الشّكر "على اختيار الكنيسة في إسبانيا التّأمل في الرّسالة التّربويّة في كلّ أبعادها الواسعة، وهو ما يمكن وصفه بإحدى علامات الأزمنة" كما وشكر "جميع المربّين والعاملين في هذا المجال والذين قد لا يلقون ما يستحقّون من التّثمين المناسب، فرسالتهم هي عزيزة عند الله وهي هامّة جدًّا بالنّسبة لأخوتهم". وتضرّع "كي يبارك يسوع العائلات التي عليها تربية أبنائها وأيضًا جميع المشاركين في الرّسالة التّربويّة للكنيسة، وكي تحرسهم القدّيسة مريم العذراء".