الفاتيكان
07 شباط 2024, 15:00

البابا فرنسيس يتحدث عن رذيلة الحزن

تيلي لوميار/ نورسات
خلال مقابلته العامّة مع المؤمنين، واصل البابا فرنسيس اليوم تعليمه حول الرّذائل والفضائل، فتحدّث عن رذيلة الحزن بمعنى الإحباط واليأس الذي يعيق شعور الإنسان بالفرح بحياته بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز".

وأوضح البابا "أنّ الآباء قد فرَّقوا بين حزن مفيد للحياة المسيحيّة يتحول بنعمة الله إلى فرح، لا يجوز بالتّالي منعه لأنّه جزء من مسيرة التّوبة، وحزن آخر يتسلّل إلى النّفس حاملًا إيّاها إلى حالة من الإحباط، وهذا حزن يجب محاربته. هناك بالتّالي حزن صديق يقودنا إلى الخلاص". ودعا "إلى تذكر مَثل الابن الضّال والذي دفعه شعوره بمرارة كبيرة إلى أن يرجع إلى نفسه فقرر العودة إلى بيت أبيه (راجع لوقا ١٥، ١١-٢٠)." ووصف "بالنعمة النّواح بسبب ما نرتكب من خطايا والبكاء لفقداننا الطّهارة التي أرادها الله فينا."

وتحدّث "عن الحزن الآخر الذي هو مرض يضرب النّفس، إنّه حزن يولد في قلب الإنسان حين تزول أمنية أو يزول رجاء". وذكَّر "بتلميذَي عماوس، فقد كانا يسيران مكتئبَين خارجَين من أورشليم يشعران بالخيبة في قلبيهما، وقالا لذلك الشّخص المجهول، يسوع، الذي دنا منهما: كنا نرجو أنّه هو، أيّ يسوع، الّذي سيفتدي إِسرائيل. الحزن مرتبط بالخسارة، ففي قلب الإنسان تولد آمال تَخيب في بعض الحالات، وقد تكون هذه الخيبة ناتجة عن رغبة في امتلاك شيء بدون النّجاح في ذلك أو أشياء هامّة مثل فقدان أشخاص أعزّاء. وحين يحدث هذا فكأن القلب يسقط في هاوية، فيشعر الإنسان بالإحباط وتهبط عزيمته، يتملّكه الاكتئاب والقلق. إنّنا جميعًا نمرّ باختبارات تولِّد لدينا الحزن لأنّ الحياة تجعلنا نتطلع إلى أحلام تنهار. وفي مثل هذه الأوضاع هناك مَن يلجأ إلى الرّجاء، بعد فترة من القلق، بينما ينغمس آخرون في حزن يصيب قلوبهم. هؤلاء الأشخاص يتمرغون في هذا الحزن وكأنّهم يجدون السّعادة في اللّاسعادة كمن يستمتع بحلوى مرّة المذاق."

وتحدّث عن "حداد طويل الأمد وكأن الأشخاص يوسعون الفراغ الذي يخلّفه شخص فقدوه". وأشار إلى "مَن تدفعهم مرارة الغضب إلى التّفكير دائمًا في كونهم ضحايا"، وقال "إنّ هذه ليست مشاعر تمنحنا حياة صحّيّة، وبالتّأكيد لا تجعل حياتنا مسيحيّة. هناك لدى الجميع شيء من الماضي يجب مداواته". وأشار إلى "خطر أن يتحوّل الحزن، الذي هو إحساس طبيعيّ، إلى وضع نفسيّ يطبعه الشّرّ". وسلط الضّوء "على وصف الآباء الحزن بدودة القلب التي تقرض مَن يستضيفها وتفرغه"، وشدّد "على ضرورة الحذر من هذا الحزن" داعيا إلى "التّفكير في أن ّيسوع يحمل لنا فرح القيامة".

وإختتم بالقول: "قف وتأمّل إن كان هذا حزنًا جيّدًا أم غير جيّد". ودعا "إلى التّصرّف انطلاقًا من هذا التّأمّل وضرورة تذكّر أنّ الحزن يمكنه أن يكون شيئًا سيّئًا جيّدًا يقود إلى التّشاؤم وإلى أنانيّة يصعب الشّفاء منها. مهما كان في الحياة من تناقضات وتمنّيات تنهار وأحلام لا تتحقّق وصداقات تُفقد، بإمكاننا وبفضل قيامة المسيح الإيمان بأنّ كلّ شيء يمكن خلاصه، فيسوع قد قام أيضًا من أجلنا، لتعويضنا عن كلّ الأفراح التي لم تكتمل في حياتنا. الإيمان يبعد الخوف، وقيامة المسيح تزيل الحزن كحجر القبر". وتضرّع "كي يساعدنا روح يسوع القائم على أن نهزم الحزن بالقداسة."

وخلال تحيّته المؤمنين شدّد البابا فرنسيس على عدم نسيان الحروب والمتألمين بسببها، مشيرًا أيضًا إلى فلسطين، وأكّد على ضرورة الصّلاة من أجل السّلام.