البابا فرنسيس: نحن مدعوّون لنجعل حياتنا شهادة فرحة تنير الطريق وتحمل الرّجاء والمحبّةّ
وأشار الأب الأقدس إلى أنّ يوحنا المعمدان حاول منع يسوع قائلاً"أنا أحتاجُ إلى الاعتمادِ عن يدِكَ". فالمعمدان يعي المسافة الكبيرة بينه وبين يسوع ـ أضاف البابا فرنسيس ـ لكنّ يسوع أتى ليملأ المسافة بين الإنسان والله. وطلب من يوحنا أن يعمّده كي "يتمَّ كل بِرّ" (راجع متى 3، 15). وتابع الأب الأقدس كلمته مشيراً إلى أنّه وإذ اعتمدَ يسوع وخرجَ لوقته من مياه نهر الأردن سُمع صوت الله الآب من السموات"هذا هو ابنيَ الحبيبُ الذي عنه رضيت". وفي الوقت نفسه، نزل عليه الروح القدس كحمامة، لتبدأ هكذا بشكل علني رسالته الخلاصيّة.
تابع البابا فرنسيس كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي مسلّطاً الضّوء على الأسلوب الإرسالي لتلاميذ المسيح: إعلان الإنجيل بوداعة وعزم. ولفت إلى أنّ الرّسالة الحقيقية ليست أبداً اقتناصاً بل انجذاباً إلى المسيح انطلاقًا من الاتحاد القوي معه في الصلاة والعبادة والمحبة الملموسة التي هي خدمة ليسوع الحاضر في الأصغر بين الإخوة. ومن خلال الاقتداء بيسوع، الراعي الصالح والرحيم ـ أضاف الأب الأقدس يقول ـ نحن مدعوّون كي نجعل من حياتنا شهادة فرحة تنير الطريق وتحمل الرجاء والمحبة. وختم البابا فرنسيس كلمته سائلاً مريم العذراء أن تساعدنا جميعاً نحن المسيحيين كي نعي دائماً معموديّتنا ونسير بأمانة على الطريق الذي فتحه سر ولادتنا الثانية هذا.
وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجّه قداسة البابا فرنسيس كلمةً، استهلّها مشيراً إلى منحه سرّ المعمودية صباح اليوم ثمانية وعشرين مولوداً جديداً، احتفالاً بعيد عماد الرب، ودعا إلى الصلاة من أجلهم ومن أجل عائلاتهم، وأيضاً من أجل جميع الوالدين الذين يستعدون في هذه الفترة لمعمودية أبنائهم. وأضاف الأب الأقدس يقول: أودّ أن أدعو أيضاً إلى الاتّحاد مع الشّبكة العالميّة لصلاة البابا والتي تنشر أيضاً من خلال الشبكات الاجتماعيّة نوايا الصلاة التي أقترحها كل شهر على الكنيسة كلّها. وتابع قداسة البابا فرنسيس كلمته بعد صلاة التّبشير الملائكي مشيراً إلى البرد الشديد في هذه الأيام، ودعا إلى التفكير في جميع الأشخاص الذين يعيشون في الطّرقات المعانين من البرد وأحياناً كثيرةً من اللامبالاة.