أوروبا
25 أيلول 2018, 05:51

البابا فرنسيس من لاتفيا: لا تستسلموا للإحباط والحزن

إستهلّ البابا فرنسيس صباح أمس زيارته إلى لاتفيا حيث التقى أوّلاً رئيس البلاد رايموند فيونيس وممثّلي السّلطات والمجتمع المدنيّ والسّلك الدّبلوماسيّ في القصر الرّئاسيّ في العاصمة ريغا.

 

وهناك كان للأب الأقدس كلمة شكر في بدايتها الرّئيس على دعوته، وأعرب عن سعادته لزيارته الأولى للبلاد وبخاصّة للعاصمة الّتي "مرّت، مثل لاتفيا بكاملها، بتجارب اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة وأيضًا روحيّة صعبة، وذلك بسبب انقسامات ونزاعات الماضي، لكنّها أصبحت اليوم أحد المراكز الثّقافيّة والسّياسيّة في المنطقة إلى جانب كونها ميناء هامًّا"؛ مشيدًا بحسب "فاتيكان نيوز"، بممثّلي لاتفيا في الثّقافة والفنون والموسيقى.

ولفت البابا إلى الجذور الموجودة في السّماء، ودعا الشّعب في المئويّة الأولى لاستقلال بلادهم، إلى التّطلّع إلى ما هو أسمى، واصفًا هذا "بقدرة روحيّة تصبح ملموسة في أفعال يوميّة بسيطة، أعمال تضامن وشفقة ومساعدة متبادلة"، مشيدًا بدور الكنيسة الكاثوليكيّة في هذا المجال بالتّعاون مع الكنائس الأخرى، مطوّرة بذلك الشّركة في التّنوّع.

وأكّد البابا كذلك على أهمّيّة الحرّيّة والاستقلال كعطيّتين، "لكنّهما أيضًا واجب يشرِك الجميع، فالعمل من أجل الحرّيّة يعني المشاركة في تنمية متكاملة للشّخص وللجماعة"، ولفت إلى أنّ "تطوّر جماعة لا يتمّ ولا يُقاس فقط بما لديها من خيور وموارد، بل برغبتها في تكوين حياة وخلق مستقبل، وهذا يحدث حين يكون هناك التصاق بالماضي، وإبداع في الحاضر، وثقة ورجاء في الغد".

كما زار بعدها البابا فرنسيس كاتدرائيّة القدّيس يعقوب الكاثوليكيّة في العاصمة ريغا، حيث قال: "إنّ حضور الإخوة المسنّين هنا يذكّره بعبارتين من رسالة القدّيس يعقوب الّذي يدعونا في بداية رسالته ونهايتها إلى الثّبات، مستخدمًا كلمتين مختلفتين. وهم تعرّضوا لأنواع مختلفة من المحن: هول الحرب، ثمّ القمع السّياسيّ، الاضطهاد والمنفى، كما ذكر رئيس أساقفة ريغا في كلمة وجّهها في بداية هذا اللّقاء. وهم كانوا مثابرين، مواظبين على الإيمان، فلا النّظام النّازيّ ولا النّظام السّوفييتيّ تمكّنا من إطفاء الإيمان في قلوبهم، ومن جعلهم يتخلّون عن الحياة الكهنوتيّة، الرّهبانيّة، أو تكريس أنفسهم للتّعليم المسيحيّ ولخِدَم كنسيّة متعدّدة كانت تعرّض حياتهم للخطر. لقد جاهدتم جهادًا حسنًا، وأنتم على وشك إتمام الشّوط، وحافظتم على الإيمان (راجع 2 طيموتاوس 4، 7).

إنّ القدّيس يعقوب يشدّد في رسالته على أنّ الصّبر يتغلّب على امتحان الإيمان (راجع 1، 2 – 4)، وهو يدعونا لكي نكون مثابرين. فلا تستسلموا للإحباط والحزن، ولا تفقدوا الوداعة ولا الرّجاء"!

وتابع: "أشجِّعكم على أن تكونوا في عائلاتكم وفي وطنكم مثالاً لهذين التّصرّفين: الاحتمال والرّجاء، وكلاهما مطبوعان بالصّبر. وهكذا تستمرّون في بناء شعبكم... فأنتم الّذين مررتم بمراحل كثيرة، تمثّلون شهادة حياة للثّبات في الشّدّة. لا تنسوا أنّكم جذور شعب، جذور براعم فتيّة عليها أن تُزهر وتعطي الثّمر؛ دافعوا عن هذه الجذور وحافظوا عليها حيّة كي يُطعّم الأطفال والشّباب فيها، وكي يدركوا أنّ كلّ ما يُزهر على الشّجرة، يحيا ممّا هو موجود تحت الأرض".