الفاتيكان
19 كانون الأول 2018, 06:00

البابا فرنسيس: مار يوسف كان رجل الأحلام ولكنّه لم يكن حالمًا

عن يوسف القدّيس "الصّامت" و"رجل الأحلام" تحدّث البابا فرنسيس في عظته الصّباحيّة أمس، متوقّفًا عند مميّزاته، منطلقًا من إنجيل البيان ليوسف، فقال بحسب "فاتيكان نيوز":

 

"في الكتاب المقدّس نعرف جميعنا يوسف كرجل بارّ يحافظ على الشّريعة، وكعامل متواضع يحبّ مريم. وللوهلة الأولى وإزاء الأمور الّتي لم يكن يفهمها فضّل أن يتنحّى جانبًا ولكنَّ الله قد كشف له عن رسالته وهكذا عانق يوسف مهمّته ودوره ورافق نموّ ابن الله بصمت وبدون أحكام أو ثرثرة.

مساعدة في النّموّ والتطوّر. لقد بحث عن مكان لكي يولد فيه ابنه، اعتنى به وساعده لينمو وعلّمه أمورًا كثيرة... وبصمت. لم يعتبر هذا الابن ملكًا له بل تركه ينمو ويكبر بصمت. تركه ينمو: يمكن لهذه الكلمة أن تساعدنا كثيرًا نحن الّذين بطبيعتنا نريد أن نتدخّل في كلِّ شيء، لاسيّما في حياة الآخرين: "ولماذا يقوم بذلك؟ ولماذا يفعل هذا؟" ونبدأ بالثّرثرة. أمّا يوسف فتركه ينمو. هو يحرس ويساعد وإنّما بصمت.

موقف حكيم نجده في العديد من الوالدين: قدرة الانتظار بدون توبيخ حتّى إزاء الخطأ. إنّه لأمر أساسيّ أن نعرف كيف ننتظر قبل أن نقول الكلمة القادرة على جعل الآخر ينمو. أيّ أن ننتظر بصمت كما يفعل الله مع أبنائه الّذين يعاملهم بصبر كبير. بعدها وضّح الحبر الأعظم في عظته كيف أنَّ القدّيس يوسف كان واقعيًّا ولكنّ قلبه كان منفتحًا، لقد كان رجل الأحلام ولكنّه لم يكن حالمًا. الحلم هو المكان المميّز للبحث عن الحقيقة، لأنّنا في الحلم لا ندافع عن أنفسنا من الحقيقة. تأتي الأحلام ببساطة والله يحدّثنا أيضًا في الأحلام. هذا لا يحصل على الدّوام لأنّ الأحلام عادة هي ثمرة اللّاوعي ولكن الله قد اختار مرّات عديدة أن يتكلّم بواسطة الأحلام. لقد فعل ذلك مرارًا ويمكننا أن نراه في الكتاب المقدّس. لقد كان يوسف رجل الأحلام ولكنّه لم يكن حالمًا؛ الحالم هو أمر آخر: هو الّذي يعيش في الهواء ورجلاه لا تطآن الأرض؛ لكن يوسف كان واقعيًّا ولكنّه كان منفتحًا".

ختامًا، دعا البابا المؤمنين إلى "عدم فقدان القدرة على الحلم وعلى الإافتاح على المستقبل بثقة بالرّغم من الصّعوبات الّتي يمكننا مواجهتها.. لا نفقدنَّ القدرة على الحلم بالمستقبل ليحلم كلٌّ منّا بما يريده لعائلته وأبنائه ووالديه، وليحلم الكهنة أيضًا بما يريدونه لمؤمنيهم. لنحلم كما يحلم الشّباب أحلامًا جريئة إذ في هذه الأحلام يجدون مسيرتهم. لا نفقدنَّ القدرة على الحلم لأنّ الحلم هو فتح الأبواب على المستقبل وأن نكون أخصابًا في المستقبل".