الفاتيكان
26 شباط 2024, 15:00

البابا فرنسيس: لننفتح على نور يسوع! إنّه حبّ وحياة بلا نهاية

تيلي لوميار/ نورسات
قبل تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان ظهر الأحد، ألقى البابا فرنسيس كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"يقدّم لنا إنجيل هذا الأحد الثّاني من زمن الصّوم حدث تجلّي يسوع. بعد أن أعلن آلامه لتلاميذه، أخذ يسوع معه بطرس ويعقوب ويوحنّا، وصعد جبلًا عاليًا وهناك تجلّى لهم بكل نوره. وأظهر لهم هكذا معنى ما عاشوه معًا حتى تلك اللّحظة. إنّ الكرازة بالملكوت، ومغفرة الخطايا، والشّفاءات، والآيات التي تمَّت، كانت في الواقع شرارات نور أعظم: نور يسوع، النّور الذي هو يسوع. ويجب على التّلاميذ ألّا يحيدوا أعينهم عن هذا النّور أبدًا، ولاسيّما في لحظات التّجربة، كتلك اللّحظات القريبة من الآلام.

هذه هي الرّسالة: لا تحيدوا عيونكم أبدًا عن نور يسوع. تقريبًا مثلما كان يفعل المزارعون في الماضي، عندما كانوا يحرثون الحقول، إذ كانوا يركّزون أنظارهم على نقطة محدّدة أمامهم، ويثبّتون أعينهم على الهدف. ويرسمون أخاديد مستقيمة. هذا ما نحن المسيحيّون مدعوّون للقيام به في مسيرة الحياة: أن نضع نصب أعيننا على الدّوام وجه المسيح المشرق.

أيّها الإخوة والأخوات، لننفتح على نور يسوع! إنّه حبّ وحياة بلا نهاية. على دروب الحياة، الملتوية أحيانًا، لنبحث عن وجهه المملوء رحمة وأمانة ورجاء. وسيساعدنا على القيام بذلك الصّلاة، والإصغاء إلى الكلمة، والأسرار، التي تساعدنا لكي نثبِّت أنظارنا على يسوع.  إليكم مقصد جيّد للصّوم الكبير: أن نعزّز نظرات منفتحة وأن نصبح "باحثين عن النّور"، باحثين عن نور يسوع في الصّلاة وفي الأشخاص.

لنسأل أنفسنا إذًا: هل أُثبِّت نظري في مسيرتي على المسيح الذي يرافقني؟ ولكي أقوم بذلك، هل أعطي فسحة للصّمت والصّلاة والعبادة؟ أخيرًا، هل أبحث عن كلّ شعاع صغير من نور يسوع، الذي ينعكس فيّ وفي كلّ أخ وأخت ألتقي بهم؟ وهل أتذكّر أن أشكره على ذلك؟ لتساعدنا العذراء مريم، المُشرقة بنور الله، على أن نُبقي أنظارنا ثابتة على يسوع وعلى أن ننظر إلى بعضنا البعض بثقة ومحبّة."

وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ حيّا البابا فرنسيس المؤمنين وقال: أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء، بالأمس، ٢٤ شباط/ فبراير، تذكرنا بألم الذّكرى السّنويّة الثّانية لبدء الحرب الواسعة في أوكرانيا. كم من الضّحايا والجرحى والدّمار والألم والدّموع في فترة أصبحت طويلة جدًا ولم تلوح نهايتها بعد! إنّها حرب لا تدمر تلك المنطقة من أوروبا فحسب، بل هي تطلق العنان لموجة عالميّة من الخوف والكراهية. وبينما أجدّد محبّتي العميقة للشّعب الأوكرانيّ المعذّب وأصلّي من أجل الجميع، ولاسيّما من أجل العديد من الضّحايا الأبرياء، أدعو إلى البحث عن القليل من الإنسانيّة التي تسمح لنا بخلق الظّروف لحلّ دبلوماسيّ بحثًا عن سلام دائم وعادل. أيّها الإخوة والأخوات، لا ننسينَّ أبدًا أن نصلي من أجل فلسطين، ومن أجل إسرائيل ومن أجل العديد من الشّعوب التي تمزِّقها الحرب، وأن نساعد بشكل ملموس الأشخاص الذين يتألّمون! لنفكّر في الكثير من الألم، لنفكّر في الأطفال الجرحى والأبرياء.

أتابع بقلق تزايد أعمال العنف في الجزء الشّرقيّ من جمهورية الكونغو الدّيمقراطيّة. أضمّ صوتي إلى دعوة الأساقفة للصّلاة من أجل السّلام، آملًا وقف الاشتباكات والبحث عن حوار صادق وبنّاء. تثير القلق أيضًا عمليّات الاختطاف المتكرّرة التي تحدث في نيجيريا. أعبّر عن قربي من الشّعب النّيجيريّ بالصّلاة، وآمل أن يتمَّ الالتزام لكي يتمَّ ضمان احتواء انتشار هذه الأحداث قدر الإمكان.

أنا قريب أيضًا من سكان منغوليا، الذين ضربتهم موجة برد شديدة، تتسبب في عواقب إنسانيّة خطيرة. وهذه الظّاهرة المتطرّفة هي أيضًا علامة على تغيّر المناخ وآثاره. إنّ الأزمة المناخيّة هي مشكلة اجتماعيّة عالميّة، ولها تأثير عميق على حياة العديد من الإخوة والأخوات، ولاسيّما الأكثر ضعفًا: لنصلِّ لكي نكون قادرين على اتّخاذ خيارات حكيمة وشجاعة من أجل المساهمة في العناية بالخليقة."