الفاتيكان
27 كانون الأول 2022, 06:00

البابا فرنسيس: لنطلب من يسوع المولود حديثًا لكي نقوم بخطوات انفتاح ومصالحة

تيلي لوميار/ نورسات
"لنطلب من يسوع المولود حديثًا حداثة قلب قادر على المغفرة: القوّة لكي نصلّي من أجل الّذين سبّبوا لنا الأذى ولكي نقوم بخطوات انفتاح ومصالحة"، هذا ما صلّى من أجله البابا فرنسيس ظهر الإثنين، قبيل صلاة التّبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، لمناسبة عيد إسطفانوس أوّل الشّهداء.

وفي كلمته قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد احتفلنا بالأمس بعيد ميلاد الرّبّ واللّيتورجيا، لكي تساعدنا لنقبله بشكل أفضل، تُمدَّد مدّة العيد حتّى الأول من كانون الثّاني يناير: لمدّة ثمانية أيّام، أيّام ثمانيّة عيد الميلاد. لكن من المدهش أنّنا في هذه الأيّام عينها، نتذكّر بعض الشّخصيّات المأساويّة لشهداء قدّيسين. اليوم، على سبيل المثال، نتذكّر القدّيس إسطفانُس، أوّل شهيد مسيحيّ؛ وبعد غد، الأطفال الشّهداء الّذين أمر الملك هيرودس بقتلهم خوفًا من أن ينتزع منه يسوع العرش. بإختصار، يبدو أنّ اللّيتورجيا تريد حقًّا أن تبعدنا عن عالم الأضواء ووجبات الغداء والهدايا الّتي يمكن أن نستقرّ فيه إلى حد ما في هذه الأيّام. لماذا؟

لأنّ عيد الميلاد ليس حكاية خرافيّة لولادة ملك ما، وإنّما مجيء المخلّص الّذي يحرّرنا من الشّرّ آخذًا على عاتقه شرّنا: الأنانيّة والخطيئة والموت. والشّهداء هم الأكثر شبهًا به، لا بل إنّ كلمة "شهيد" تعني الشّاهد، وبالتّالي فالشّهداء هم شهود أيّ إخوة وأخوات يظهرون لنا من خلال حياتهم يسوع الّذي انتصر على الشّرّ بالرّحمة. وحتّى في أيّامنا هذه الشّهداء كثيرون. نصلّي اليوم من أجل هؤلاء الإخوة والأخوات المضطهدين الّذين يشهدون للمسيح. لكن لنحاول أن نسأل أنفسنا: هل نشهد له نحن؟ وكيف يمكننا أن نتحسَّن في ذلك؟ يمكن أن تساعدنا في ذلك شخصيّة القدّيس إسطفانُس.

أوّلاً يخبرنا سفر أعمال الرّسل أنّه كان أحد الشّمامسة السّبعة الّذين كرَّستهم جماعة أورشليم لخدمة الموائد وخدمة المحبّة. وهذا يعني أنّ شهادته الأولى لم يُقدِّمها بواسطة الكلمات وإنّما من خلال المحبّة الّتي خدم بها الأشخاص الأشدّ عوزًا. لكن إسطفانُس لم يكتفِ بعمل المساعدة هذا. لقد كان يتحدّث عن يسوع مع الّذين كان يلتقي بهم: كان يشارك إيمانه في ضوء كلمة الله وتعليم الرّسل. هذا هو البعد الثّاني لشهادته: أن نقبل الكلمة وننقل جمالها، ونخبر كيف غيّر اللّقاء مع يسوع حياتنا. كان هذا الأمر مهمًّا جدَّا بالنّسبة لإسطفانُس لدرجة أنّه لم يسمح بأن تُرهبَه حتّى تهديدات مُضطهديه، ولا حتّى عندما رأى أنّ الأمور تسير بشكل سيّء بالنّسبة له. محبّة وإعلان، هذا ما كان عليه إسطفانُس. ولكنَّ شهادته الكبرى هي أخرى: إنّها شهادة من عرف كيف يجمع المحبّة والإعلان. وقد تركها لنا قبل أن يموت، عندما وعلى مثال يسوع غفر لقاتليه.

هذا هو الجواب على سؤالنا: يمكننا أن نحسِّن شهادتنا من خلال المحبّة تجاه الإخوة والأمانة لكلمة الله والمغفرة. محبّة، كلمة، مغفرة. إنّ الغفران هو الّذي يقول لنا ما إذا كنّا حقًّا نعيش المحبّة تجاه الآخرين وإذا كنّا نعيش كلمة يسوع. المغفرة هي في الواقع، العطيّة الأعظم، عطيّة نقدّمها للآخرين لأنّنا ليسوع وهو قد غفر لنا. لنفكّر في قدرتنا على المغفرة، في هذه الأيّام الّتي ربّما نلتقي فيها، من بين العديد من الأشخاص الآخرين، بعض الأشخاص الّذين لم نتّفق معهم، والّذين قد جرحونا، والّذين لم نصلح العلاقات معهم أبدًا. لنطلب من يسوع المولود حديثًا حداثة قلب قادر على المغفرة: القوّة لكي نصلّي من أجل الّذين سبّبوا لنا الأذى ولكي نقوم بخطوات انفتاح ومصالحة.

لتساعدنا العذراء مريم، سلطانة الشّهداء، لكي ننمو في المحبّة والحبِّ للكلمة وفي المغفرة."