البابا فرنسيس: لنستعدّ للميلاد بشجاعة الإيمان
"لقد التمسنا الإيمان في سرِّ الله الّذي صار إنسانًا. يرينا الإنجيل اليوم أيضًا كيف أنَّ الإيمان يلمس قلب الرّبّ. فالرّبّ يعود مرارًا إلى التّعليم حول الإيمان ويصرُّ عليه؛ ويقول لنا الإنجيل: "فلمّا رأى إيمانهم"؛ نعم يسوع قد رأى إيمانهم- لأنَّ فتح السّقف وتدلية السّرير مع المريض عليه هو أمر يتطلّب الشّجاعة... نعم هذا الأمر يتطلّب الشّجاعة؛ وتلك الشّجاعة تشير إلى أنَّ هؤلاء الأشخاص كانوا يتحلّون بالإيمان! لقد كانوا يعرفون أنّهم إن أوصلوا المريض أمام يسوع فهو سيشفيه.
لقد أُعجب يسوع بإيمان هؤلاء الأشخاص تمامًا كما في حال قائد المئة الّذي طلب شفاء عبده، والمرأة الفينيقيّة الّتي تشفّعت من أجل ابنتها الّتي كان الشّيطان يعذّبها وكذلك أيضًا تلك المرأة الّتي شُفيت من نزف دمها لمجرّد لمسها لطرف ثوب يسوع. ولذلك كان يسوع يوبّخ الأشخاص القليلي الإيمان، تمامًا كما وبّخ بطرس أيضًا عندما شكَّ، إذ أنّ كلُّ شيء ممكن بالإيمان!
لقد طلبنا اليوم هذه النّعمة: في هذا الأسبوع الثّاني من زمن المجيء، أن نستعدّ بإيمان للاحتفال بعيد الميلاد. صحيح أنّنا نحتفل أحيانًا بعيد الميلاد بالقليل من الإيمان، إذ نحتفل به بأسلوب دنيويّ ووثنيّ بعض الشّيء، لكن الرّبّ يطلب منّا أن نحتفل بهذا العيد بإيمان ولذلك علينا خلال هذا الأسبوع أن نطلب هذه النّعمة: أن نحتفل بعيد الميلاد بإيمان. ليس من السّهل أن نحافظ على الإيمان كما أنَّه ليس من السّهل أن ندافع عن الإيمان. ليس أمرًا سهلاً أبدًا".
وأشار البابا إلى شفاء الأعمى وحثّ المؤمنين على أن يكلوا إيمانهم لله ويدافعوا عنه ضدّ تجارب العالم، وقال: "سيساعدنا اليوم وغدًا أيضًا وخلال الأسبوع أن نأخذ الفصل التّاسع من إنجيل القدّيس يوحنّا ونقرأ هذه القصّة الجميلة لهذا الشّابّ الّذي ولد أعمى، وننتهي بفعل إيمان في قلبنا: "أنا أؤمن يا ربّ، ساعد إيماني الضّعيف. دافع عن إيماني ضدّ روح العالم والخرافات والأمور الّتي لا تمتُّ بأيّ صلة بالإيمان. دافع عنه لكي لا يتحوّل إلى مجرّد نظريّة وليكن فقط إيمانًا بك أنت يا ربّ!".