الفاتيكان
30 كانون الثاني 2025, 07:30

البابا فرنسيس: لنحلم أحلام الله

تيلي لوميار/ نورسات
القدّيس يوسف الّذي وثق بالله وأطاعه كان محور المقابلة العامّة أمس الأربعاء، وفيها تابع البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعيّ حول موضوع "يسوع المسيح رجاؤنا".

البابا الّذي ألقى تعليمه على ضوء إنجيل متّى 1/ 18- 21، تحدّث عن يوسف كخطّيب مريم الّذي اكتشف أنّ مريم حامل، فـ"تعرّض حبّه لها لاختبار شديد". وأشار البابا هنا إلى يوسف "الرّجل البارّ والصّدّيق"، والّذي "يعيش بحسب شريعة الرّبّ ويستوحي منها في كلّ ظروف حياته. وباتّباع كلمة الله، يتصرّف يوسف بحكمة: لا يستسلم لخوف أن يستقبل مريم في بيته، إنّما يفضّل أن ترشده الحكمة الإلهيّة. فاختار أن ينفصل عنها بدون ضوضاء، أيّ سرًّا (راجع متّى ١، ١٩). وحكمة يوسف أتاحت له ألّا يخطئ وأن يكون مطيعًا لصوت الرّبّ."

ثمّ توقّف عند حلم يوسف النّاصريّ، فهو "حلم بالمعجزة الّتي صنعها الله في حياة مريم، وأيضًا بالمعجزة الّتي صنعها في حياته: يأخذ على عاتقه أبوّة قادرة على الحراسة والحماية ونقل إرث مادّيّ وروحيّ. امرأته حامل بوعد من الله، وعد يحمل اسمًا أُعطي فيه للجميع يقين الخلاص (راجع أعمال الرّسل ٤، ١٢)."

وأضاف بحسب "فاتيكان نيوز": "يوسف سمع في الحلم هذه الكلمات: "يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" (متّى ١، ٢٠ – ٢١). وأمام هذا الوحي، لا يطلب يوسف أدلّة إضافيّة، يل يثق بالله، يقبل حلم الله في حياته وحياة خطيبته. وهكذا يحظى بنعمة مَن يعرف كيف يعيش الوعد الإلهيّ بإيمان ورجاء ومحبّة. وفي كلّ ذلك، لم يتلفّظ يوسف بكلمة، إنّما يؤمن، يرجو ويحبّ. إنّه ينتمي إلى نسل مَن يسميّهم يعقوب الرّسول الّذين "يعملون بالكلمة" (راجع يعقوب ١، ٢٢)، يترجمونها بأفعال، حياة. لقد وثق يوسف بالله وأطاعه".

وأنهى البابا قائلًا: "لنسأل الرّبّ نعمة أن نصغي أكثر ممّا نتكلّم، نعمة أن نحلم أحلام الله، ونقبل المسيح بمسؤوليّةٍ، فهو منذ لحظة معموديّتنا، يحيا في حياتنا."