الفاتيكان
11 كانون الأول 2023, 07:30

البابا فرنسيس: لنثمّن الصّمت والرّصانة والإصغاء

تيلي لوميار/ نورسات
"في هذا الأحد الثّاني من زمن المجيء يحدّثنا الإنجيل عن يوحنّا المعمدان، ويصفه لنا كـ"صَوت مُناد في البَرِّيَّة" (مرقس ١، ٣). إنّ البرّيّة الّتي هي مكان فارغ لا تواصُل فيه وأنّ الصّوت الّذي هو وسيلة للكلام، يبدوان صورتين متناقضتين، لكنّهما تجتمعان في المعمدان".

إنطلاقًا من هذا الإنجيل تحدّث البابا فرنسيس في كلمته قبل صلاة التّبشير الملائكيّ عن الصّورتين، البرّيّة والصّوّت، اللّتين يعكسهما النّصّ وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ يوحنّا المعمدان يعظ هناك بالقرب من نهر الأردنّ، بالقرب من المكان حيث، وقبل قرون عديدة، دخل شعبه إلى أرض الميعاد (راجع سفر يشوع ٣، ١ – ١٧). وبقيامه بذلك كأنّه يقول: للإصغاء إلى الله علينا العودة إلى المكان الّذي، ولأربعين سنة، رافق شعبه وحماه وعلّمه في البرّيّة. إنّه مكان الصّمت والضّروريّ حيث لا يمكن التّوقف عند أمور عديمة الفائدة، إنّما ينبغي التّركيز على ما هو ضروريّ للحياة."

وتابع مشيرًا إلى دعوة آنيّة على الدّوام، وقال: "فللمضيّ قدمًا في مسيرة الحياة، من الضّروريّ التّخلّي عن "الزّائد"، لأنّ العيش بشكل جيّد لا يعني أن نملأ أنفسنا بأشياء عديمة الفائدة إنّما أن نتحرّر من الزّائد، كي نتعمّق في داخلنا ونعرف ما هو مهمّ حقًّا أمام الله. فقط إذا أفسحنا من خلال الصّمت والصلّاة المجال ليسوع، كلمة الآب، سنتمكّن من أن نتحرّر من تلوّث الكلمات الفارغة والثّرثرة. إنّ الصّمت والرّصانة– في الكلمات، في استعمال الأشياء، والإعلام ووسائل التّواصل الاجتماعيّ– ليسا فضيلة وحسب إنّما هما عنصران أساسيّان للحياة المسيحيّة".

وعن الصّورة الثّانية وهي الصّوت، قال: "إنّه الأداة الّتي نعبّر من خلالها عمّا نفكّر ونحمل في قلبنا. وندرك هكذا أنّه مرتبط جدًّا بالصّمت لأنّه يعبّر عمّا ينضج في الدّاخل، من الإصغاء إلى ما يقترحه الرّوح القدس. إذا ما لم نعرف الصّمت، فمن الصّعب إيجاد شيء جيّد لنقوله؛ وكلّما كان الصّمت أكثر انتباهًا كانت الكلمة أقوى. في يوحنّا المعمدان ذاك الصّوت مرتبط بصدق خبرته وصفاء قلبه.

نستطيع أن نسأل أنفسنا: ما مكان الصّمت في حياتي؟ أهو صمت فارغ أم مساحة إصغاء وصلاة حيث يتمّ الاعتناء بالقلب؟ أحياتي رصينة أم مليئة بالأشياء الزّائدة؟ وحتّى إن كان يعني ذلك السّير بعكس التّيّار، فلنثمّن الصّمت والرّصانة والإصغاء. لتساعدنا مريم، عذراء الصّمت، كي نحبّ البرّيّة لنصبح أصواتًا ذات مصداقيّة تعلن ابنها الآتي".

في كلمته بعد صلاة التّبشير الملائكيّ، أشار البابا فرنسيس إلى الذّكرى الخامسة والسّبعين للتّوقيع على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وسلّط الضّوء على قمة COP28 داعيًا إلى الصّلاة كي يتمّ التّوصّل إلى نتائج جيّدة. ودعا أيضًا إلى مواصلة الصّلاة من أجل السّكّان الّذين يعانون بسبب الحرب مشدّدًا على السّلام.