الفاتيكان
28 كانون الثاني 2020, 06:55

البابا فرنسيس: لنثق بكلمة المسيح وننفتح على رحمة الآب ونسمح لنعمة الرّوح القدس أن تحوّلنا

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى البابا فرنسيس، في أوّل أحد مخصّص لكلمة الله، قبل التّبشير الملائكيّ كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "يقدّم لنا إنجيل اليوم بداية رسالة يسوع العلنيّة. حصل ذلك في الجليل، منطقة في الضّاحية بالنّسبة لأورشليم يُنظر إليها بنوع من الشّكّ بسبب الاختلاط مع الوثنيّين. لم يكن أحد ينتظر من تلك المنطقة شيئًا جيّدًا أو جديدًا ولكن يسوع الّذي كان قد نما هناك في ناصرة الجليل بدأ بشارته من هناك.

هو يعلن نواة تعليمه الّذي يُلخّص في النّداء: "تُوبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّمَوات". هذا الإعلان هو كشعاع نور قويّ يخترق الظّلمات ويبدّد الضّباب ويذكّر بنبوءة أشعيا الّتي تُقرأ في ليلة الميلاد: "اَلشَّعبُ السَّالِكُ فِي الظُّلمَةِ أَبصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الجَالِسُونَ فِي أَرضِ ظِلَالِ المَوتِ أَشرَقَ عَلَيهِم نُورٌ". بمجيء يسوع، نور العالم، أظهر الله الآب للبشريّة قربه وصداقته، اللّذان يعطيان لنا مجّانًا أبعد من استحقاقاتنا.

يمكننا أن نفهم النّداء إلى الارتداد الّذي يوجّهه يسوع إلى جميع البشر ذوي الإرادة الصّالحة بملئه في ضوء حدث ظهور ابن الله الّذي تأمّلنا حوله خلال الآحاد الماضية. غالبًا ما يكون مستحيلاً أن نغيّر حياتنا ونترك درب الأنانيّة والشّرّ والخطيئة لأنّنا نركّز التزام الارتداد على ذواتنا فقط وعلى قوّتنا وليس على المسيح وروحه. لكنّ اتّباعنا للرّبّ لا يمكنه أن يتحوّل إلى مجرّد جهد شخصيّ، وإنّما يجب أن يُعبّر عنه من خلال انفتاح واثق للقلب والعقل من أجل قبول بشرى يسوع السّارّة؛ وهذه هي الّتي تغيّر العالم والقلوب! وبالتّالي نحن مدعوّون لكي نثق بكلمة المسيح وننفتح على رحمة الآب ونسمح لنعمة الرّوح القدس أن تحوّلنا.

من هنا تبدأ مسيرة ارتداد حقيقيّة. تمامًا كما حصل مع التّلاميذ الأوائل: إنّ اللّقاء مع المعلّم الإلهيّ ونظرته وكلمته قد أعطاهم دفعًا لاتّباعه ولكي يغيّروا حياتهم واضعين أنفسهم بشكل ملموس في خدمة ملكوت الله.

إنّ اللّقاء المدهش والحازم مع يسوع قد أطلق مسيرة الرّسل وحوّلهم إلى مبشّرين وشهودًا لمحبّة الله لشعبه. وتشبّهًا بهؤلاء المبشّرين والرّسل الأوائل لكلمة الله يمكن لكلٍّ منّا أن يسير على خطى المخلّص ليقدّم الرّجاء للّذين يتوقون إليه". 

وأنهى سائلاً العذراء مريم أن تعضد جميع النّوايا وتثبّتها بشفاعتها الوالديّة.

وبعد التّبشير الملائكيّ، توقّف الأب الأقدس عشيّة الذّكرى الخامسة والسّبعين لتحرير معسكر الاعتقال في أوشفيتز- بيركناو، علامة الـمحرقة اليهوديّة، عند هذه "المأساة الضّخمة" رافضًا أن تمرّ من دون مبالاة، داعيًا إلى "وقفة صلاة وتأمّل يقول خلالها كلّ منّا في قلبه: لن يتكرّر هذا الأمر أبدًا!".

كما أكّد البابا قربه من المصابين بالبرص في يومهم العالميّ، ومن جميع الّذين يعتنون بهم.