الفاتيكان
18 شباط 2022, 15:00

البابا فرنسيس: للقرب من سرير المريض بشكل ملموس

تيلي لوميار/ نورسات
مرّة جديدة أكّد البابا فرنسيس على وجوب الاهتمام بالمريض الّذي هو على صورة الله، من خلال سطور معدودة كتبها مقدّمًا لكتاب "الرّوحانيّة في العناية بالمرضى. حوارات بين العيادة وعلم النّفس والعمل الرّاعويّ"، والّذي سيصدر في الرّابع والعشرين من الجاري عن دار النّشر سان باولو، وهو يحمل توقيع الدّكتور كارلو ألفريدو كليريشي والأب توليو بروسيربيو، طبيب وكاهن يعملان في خدمة المرضى في المعهد الوطنيّ للسّرطان في ميلانو.

وفي هذه المقدّمة، كتب البابا بحسب "فاتيكان نيوز" ما يلي: "بفرح خاصّ أقبل الدّعوة الّتي وجّهها إليّ الأب توليو بروسيربيو والدّكتور كارلو ألفريدو كليريشي اللّذان يلتزمان في خدمة مساعدة ودعم للمرضى، مع جميع الموظّفين العاملين في المعهد الوطنيّ للسّرطان في ميلانو. إنّه بالتّأكيد موضوع آنيّ، وأكثر إشراكًا للجميع من أيّ وقت مضى وهو يسائل ويحفّز بشكل إيجابيّ جميع المؤمنين على أن يطرحوا تلك الأسئلة الحقيقيّة الّتي تسكن قلب كلّ إنسان. نحن نعلم أنّه ليس لدينا إجابات مقنعة تمامًا على هذه الأسئلة العظيمة، لاسيّما بالقرب من سرير المرضى. وهذا الأمر أيضًا هو شكل من أشكال الفقر، ولكن لأنّنا نعترف بأنّنا فقراء، نحن نلجأ إلى كلمة الإنجيل الصّالحة والواعدة على الدّوام، القادرة على أن تفتح قلوبنا على الرّجاء، ذلك الرّجاء العظيم الّذي يخترق قلب الّذين يسيرون مسيرة الحياة.

إنّ عنوان الكتاب "الرّوحانيّة في العناية بالمرضى"، يركّز على موضوع حسّاس وهامّ بشكل خاصّ، وهو الرّوحانيّة في مرحلة المرض. يسلّط النّصّ الضّوء على علامة إيجابيّة بالتّأكيد للاهتمام من جانب الجماعة العلميّة الّتي تعترف، من أجل خير المرضى، وأفراد عائلاتهم، وكذلك الموظّفين أنفسهم، بمساعدة مثل المساعدة الرّوحيّة، والّتي ربّما قد تمَّ إهمالها إلى حدّ ما في السّنوات الأخيرة. كما أشار أيضًا بشكل مناسب، جميع الّذين يشاركون أو سيشاركون في هذا القطاع المحدّد، هناك حاجة إلى إعدادٍ وتنشئةٍ مناسبَين للأشخاص في هذا المجال، أيّ بالقرب من سرير المريض بشكل ملموس، لكي يكونوا قادرين على التّحرّك في تآزر عميق مع جماعة الرّعاية بأسرها.

لقد أكّدت جائحة فيروس الكورونا بقوّة على ضرورة ألّا نسمح للمنطق الاقتصاديّ بأن يجرّنا فنصبح غير قادرين على تلبية الاحتياجات العميقة للإنسان بشكل كامل. وبالتّالي يساعد الاهتمام بالمنظور الرّوحيّ على الإجابة عن هذا السّؤال، بما ينسجم مع الوقائع الأخرى في هذا السّياق. لذلك فإنَّ النّظر إلى هامش الحالة البشريّة، المطبوعة بعدم الاستقرار يعزّز بناء تلك الجسور الضّروريّة لكي لا ننسى الطّبيعة البشريّة الّتي تميّزنا ونُحدِّد على الدّوام مسارات جديدة غير متوقّعة في كثير من الأحيان.

آمل أن يستمرّ هذا الحوار المثمر بين المجالات اللّاهوتيّة- الرّعويّة والسّريريّة- النّفسيّة بفعاليّة أكبر، مع الاستعداد المستمرّ لمعالجة مثل هذه الجوانب المعقّدة. ليرافق الرّوح القدس جميع الّذين يشاركونكم خبرة مساعدة المرضى ودعمهم. أنا أقدّر جدًّا الأساليب الجديرة بالثّناء الّتي تستخدموها في رعاية المرضى الّذين هم على صورة الله ومثاله. آمل أن يساهم هذا الكتاب في تعزيز اهتمام متجدّد لدى جميع الّذين يعتنون بالمرضى، فيجعلونهم يتذوّقون القرب المحبّ والتّعزية على مثال يسوع، السّامريّ الصّالح للبشريّة.

أوكِل نجاح خدمتكم إلى الشّفاعة السّماويّة للقدّيس يوسف والعذراء مريم، شفاء المرضى، وأرسل لكم البركة الرّسوليّة، مصحوبة بذكرى الصّلاة لجماعة المعهد الوطنيّ للسّرطان في ميلانو، ولاسيّما للمرضى المقيمين فيه وعائلاتهم."