البابا فرنسيس للحرس السّويسريّ البابويّ: لا تفقدوا الشّجاعة والشّغف!
بهذه الكلمات استهلّ البابا فرنسيس كلمته الموجّهة إلى أفراد الحرس السّويسريّ البابويّ أثناء استقبالهم السّبت في القصر الرّسوليّ مع عائلاتهم، ثمّن خلالها خدمتهم وعملهم.
ثمّ تابع الأب الأقدس قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ الحرس السّويسريّ البابويّ هو عائلة كبيرة، جماعة حيويّة وأخويّة، سواء في لحظات الخدمة أو في تلك الخالية من واجبات العمل. وكما أنّ العائلة هي مكان للنّموّ، نتعلّم فيه الكثير من الأشياء المفيدة للحياة، هكذا هو أيضًا الحرس السّويسريذ البابويّ: إنّه بيئة تنشئة بشريّة ومسيحيّة للجميع. يغتني الشّباب من خبرة الأكبر منهم الّذين يمكنهم، بدورهم، أن يُبنوا ويتعلّموا من انفتاح الشّباب، وحماسهم الّذي يقودهم لكي يكتشفوا باستمرار، يدفعهم فضول إيجابيّ. وأقول لكم بشكل خاصّ أيّها المجنّدين الجدد: لا تفقدوا الشّجاعة والشّغف لكي تكتشفوا أشياء جديدة!
يطيب لي أن أُفكّر أنّ قرار وضع بضع سنوات حياتكم تحت تصرّف البابا والكرسيّ الرّسوليّ ليس أمرًا غريبًا عن مسيرتكم الشّخصيّة في الإيمان. إنَّ مهمّتكم هنا في الفاتيكان هي درب فتحه لكم الرّبّ لكي تعيشوا معموديّتكم وتشهدوا بفرح لإيمانكم بالمسيح. إيمان تعلّمتموه في العائلة، وعزّزتموه في الرّعيّة ويُظهر مدى قوّة ارتباط الكاثوليك السّويسريّين بكنيسة روما. أنتم مدعوّون أيضًا لكي تقدّموا دليلاً على هذا الإيمان في أماكن الخدمة المختلفة. في وجوه الّذين تقتربون منهم يوميًّا، سواء كانوا أعضاء في الكوريا الرّومانيّة أو حجّاجًا وسائحين، أنتم ترون الكثير من الدّعوات لكي تتعرَّفوا على محبّة الله وتشاركوها مع كلّ فرد. يمكن لكلّ موقف وكلّ لقاء أن يمثّل فرصة لكي تضعوا إنجيل المسيح موضع التّنفيذ وتتعلّموا منه وتعيشوا المحبّة الأخويّة باسمه وبروحه.
أشجّعكم على الاستفادة من الوقت المتاح لكم لكي تتعّلموا أن تتعرّفوا في حياتكم على حضور الرّبّ القائم من بين الأموات الملهم والفرِح، من خلال قراءة الكتاب المقدّس، والتّأمّل في النّصوص الرّوحيّة- حتّى أثناء بعض نوبات الحراسة الأكثر هدوءًا- والاحتفال بالإفخارستيّا يوم الأحد والاقتراب من الأسرار. ليساعدكم جمال وتاريخ مختلف المباني والأعمال الفنّيّة لهذا المكان الخاصّ لكي تجدّدوا على الدّوام دهشتكم لجمال الله وسرِّه.
أيّها الحرس السّويسريّ الأعزّاء، لا تنسوا أنّ الرّبّ يسير معكم، وهو دائمًا إلى جانبكم في اللّحظات السّعيدة وفي الأوقات الصّعبة. أتمنّى لكم أن تشعروا بعزاء قربه المنير والرّحيم. أجدّد امتناني لكامل الفيلق على التّعاون الدّؤوب والسّخيّ الّذي أشهد عليه كلّ يوم. أوكلكم جميعًا أنتم الحاضرين هنا مع مواطنيكم إلى الحماية الوالديّة لمريم العذراء وشفيعكم القدّيس "Nicola da Flüe" أبارككم من كلِّ قلبي، وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي."