الفاتيكان
08 كانون الأول 2017, 06:00

البابا فرنسيس: للتّنبّه أكثر لحاجات الفقراء في الميلاد

"في كلِّ سنة تحدِّثنا المغارة وشجرة الميلاد بلغتهما الرّمزيّة، هما تجعلان مرئيًّا ما نعيشه من خبرة ولادة ابن الله. إنّهما علامتين لشفقة الآب السّماويّ ومشاركته وقربه للبشريّة الّتي تختبر بأنّها ليست متروكة في ليل الزّمن بل هناك من يفتقدها ويرافقها في صعوباتها". بهذه العبارات توجّه البابا فرنسيس أمس إلى ضيوفه من مدينة فرجينيا الإيطاليّة وأبرشيّة إيلك البولنديّة لمناسبة تقديم مغارة وشجرة الميلاد في ساحة القدّيس بطرس، وأطفال مؤسّسة "Contessa Lene Thun" الّذين نفَّذوا الزّينة.

 

هذا وتابع مشيرًا إلى ما ترمز إليه الشّجرة والمغارة قائلاً: "إنّ الشّجرة الّتي ترتفع نحو العلى تحُثُّنا كي نطمح إلى المواهب العُظمى، وكي نرتفع فوق الضّباب الّذي يخنق فنختبر كم هو جميل وفرح أن نغوص في نور المسيح. وفي بساطة المغارة نجد ونتأمَّل بحنان الله الّذي يظهر بحنان الطّفل يسوع. إنّ المغارة الّتي نُفِّذت بحسب الفنّ التّقليديّ لمدينة نابولي الإيطاليّة مُستوحاة من أعمال الرّحمة الّتي تذكِّرنا بأنَّ الرّبّ قال لنا: "كُلُّ ما أَرَدتُم أَن يَفعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم". المغارة هي المكان الّذي نتأمَّل فيه يسوع الّذي، وإذ أخذ على عاتقه مآسي الإنسان، يدعونا لنتشبّه به من خلال أعمال الرّحمة. والشّجرة القادمة هذه السّنة من بولندا هي علامة لإيمان ذلك الشّعب الّذي، ومن خلال هذا التّصرّف، أراد أن يعبِّر عن أمانته لكرسيّ بطرس".

كما توجّه الحبر الأعظم إلى الأطفال الّذين نفّذوا العمل شاكرًا: "من خلال عملكم نقلتم أحلامكم ورغباتكم الّتي تريدون رفعها إلى السّماء لكي يعرفها يسوع الّذي صار طفلاً مثلكم ليقول لكم إنّه يحبُّكم. أشكركم على شهادتكم لأنّكم جمّلتم هذه الرّموز الميلاديّة الّتي سيتأمّلها بإعجاب الحجّاج والزّوّار القادمين من مختلف أنحاء العالم. هذا المساء عندما سنضيء أنوار المغارة والشّجرة ستُشعّ أيضًا الرّغبات الّتي نقلتموها إلى الزّينة الّتي صنعتموها وسيراها الجميع".

وفي الختام، تمنّى أن يكون ميلاد يسوع مناسبة للتّنبّه أكثر لحاجات الفقراء "والّذين، على مثال يسوع، لا يجدون من يستقبلهم".