البابا فرنسيس للأغسطينيّين الحفاة: الصّلاة والتّوبة هما أساس الشّهادة المسيحيّة
"أرغب أوّلاً في أن أقول لكم إنّني أُقدِّر فيكم فرح كونكم أغوسطينيّين: "سعداء لخدمة العليِّ بروح تواضع".
في هذا التّقليد الدّينيّ الطّويل الّذي بدأه القدّيس أغوسطينوس، تملكون جذوركم أنتم الأغوسطينيّون الحفاة. أشجّعكم لكي تحبّوا وتعمّقوا على الدّوام هذه الجذور وتسعوا للاستقاء منها من خلال الصّلاة والتّمييز الجماعيّ، العُصارة الحيويّة لحضوركم اليوم في الكنيسة والعالم. إنّ الصّلاة والتّوبة هما الأساس الّذي تقوم عليهما الشّهادة المسيحيّة، شهادة تسير في بعض الأُطر بعكس التّيّار ولكن إن اقترنت بالتّواضع والمحبّة يمكنها أن تحاكيَ قلوب العديد من الرّجال والنّساء في زمننا أيضًا.
تعبِّرُ صفة "حفاة" عن الحاجة للفقر والتّخلّي والثّقة بالعناية الإلهيّة. إنّها حاجة إنجيليّة يجعلنا الرّوح القدس نشعر بها بقوّة في بعض اللّحظات الحاسمة من مسيرة الكنيسة. وعلينا أن نكون دائمًا متنبِّهين ومطيعين لصوت الرّوح القدس: الرّائد الّذي ينمِّي الكنيسة. لقد أردتم في هذه السّنة بشكل خاصّ أن تسلّطوا الضّوء على نذر التّواضع، النّذر الرّابع الّذي يميّزكم. أُهنّئكم على هذا الاختيار لأنَّ نذر التّواضع هذا هو مفتاح، مفتاح يفتح قلب الله وقلوب جميع البشر.
إنَّ الرّوح القدس ينفخ في أشرعة الكنيسة وكذلك رياح الرّسالة إلى الأمم، وقد عرفتم أن تكونوا جاهزين للانطلاق. نعيش في زمن تتجدّد فيه الرّسالة إلى الأمم وعبر أزمة نريدها أن تكون للنّموّ والأمانة لوصيّة الرّبّ القائم من الموت، وصيّة تحافظ على قوّتها وآنيّتها.
أيّها الأخوة الأعزّاء، إذ تذكرون بامتنان مسيرتكم، أو بشكل أفضل المسيرة الّتي جعلكم الرّبّ تقومون بها، يمكننا أن نفهم بشكل كامل معنى "سنة الموهبة" هذه، الّتي ليست مرجعيّة ذاتيّة ولكنّها الذّكرى لجماعة حيّة تريد أن تسير مع المسيح الحيّ. "سعداء لخدمة العليِّ بروح تواضع"، سيروا هكذا إلى الأمام ليبارككم الرّبّ ولتحفظكم العذراء والقدّيس أغوسطينوس. وأسألكم من فضلكم ألّا تنسوا أن تصلّوا من أجلي".