البابا فرنسيس للأساقفة الجدد: عانقوا وجهة نظر الله
وقد شدّد في كلامه معهم على التّمييز الّذي يولد في قلب الأسقف وعقله من خلال الصّلاة وعندما يضع الأشخاص والحالات الموكلة إليه بعلاقة مع الكلمة الإلهيّة الّتي يلفظها الرّوح القدس، فتنضج حرّيّة الرّاعي الدّاخليّة وتجعله ثابتًا في خياراته وتصرّفاته الشّخصيّة والكنسيّة.
ودعاهم كي يصغوا وينموا في حريّة التّخلّي عن وجهات نظرهم ليعانقوا وجهة نظر الله، فـ"الرّسالة الّتي تنتظركم ليست أن تحملوا أفكاركم ومشاريعكم الخاصّة ولا أن تقدّموا حلولاً فوريّة مبتكّرة، بل هي أن تقدِّموا بتواضع خبرتكم الملموسة لاتّحادكم مع الله من خلال خدمتكم للإنجيل الّذي ينبغي تعزيزه ومساعدته كي ينمو في تلك الحالات المميّزة. فالتّمييز يعني تواضع وطاعة، تواضع بالنّسبة لمشاريعنا الخاصّة وطاعة بالّنسبة للإنجيل".
وأضاف "إنّ الشّرط الأساسيّ للتّقدُّم في التّمييز هو أن نربّي أنفسنا على صبر الله وأوقاته الّتي ليست أوقاتنا، فهو لا يُنزِل النّار من السّماء على غير المؤمنين (راجع لوقا 9، 53- 54) ولا يسمح للغيورين أن يجمعوا الزّؤان من الحقل (راجع متى 13، 27- 29). لذلك ينبغي علينا أن نقبل يوميًّا من الله الرّجاء الّذي يحفظنا من كلِّ ما هو مجرَّد لأنّه يسمح لنا أن نكتشف النّعمة المختبئة في الحاضر بدون أن نحيد نظرنا عن مشروع محبّته الّتي تفوقنا".