الفاتيكان
16 كانون الأول 2022, 06:55

البابا فرنسيس لفتيان وفتيات حركة العمل الكاثوليكيّ في إيطاليا: إذهبوا معًا!

تيلي لوميار/ نورسات
عند كلمات يسوع إلى تلاميذه الّتي ترافقهم هذا العام والمأخوذة من إنجيل القدّيس متّى (٢٨، ١٩): "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم"، توقّف البابا فرنسيس في كلمته إلى فتيان وفتيات حركة العمل الكاثوليكيّ في إيطاليا، مشيرًا إلى أنّها دعوة يوجّهها الرّبّ إلى كلّ مسيحيّ في كلّ زمن، إذ "يستخدم يسوع كلمة سهلة وجوهريّة "الذّهاب". إنّ هذه الكلمة أساسيّة لأنّها تجعل التّلميذ مرسلاً، وأنتم أيضًا مدعوّون إلى الانطلاق، لأنّ الله يريد أن نكون في مسيرة".

وتابع البابا فرنسيس كلمته متسائلاً "اذهبوا! ولكن إلى أين وإلى مَن؟" وأجاب بحسب "فاتيكان نيوز": "نحو الآخرين، نحو جميع الأمم- يقول يسوع. فالرّبّ لا يريد أن نقضي الأيّام منغلقين على ذاتنا. إنّه لخطر كبير أن يمضي فتيان وفتيات الأيّام وعيونهم شاخصة إلى شاشة الهاتف المحمول. على عيوننا أن تنظر إلى عيون الآخرين. لا النّظر إلى الأسفل، إلى عالم افتراضيّ نمسكه بين أيدينا، وإنّما أن نرفع النّظر إلى السّماء، إلى الله، والنّظر إلى عيون مَن يعيشون إلى جانبنا. إن نظرنا، عيوننا هي لنقل الفرح الّذي اختبرناه من اللّقاء بيسوع، تلك الصّداقة الّتي تجعلنا نعانق الحياة وتتيح لنا اكتشاف جمالها. من الجميل أن نتبع يسوع ونكتشف محبّته الكبيرة لكلّ واحد منّا، والعطايا الّتي يمنحها لنا بسخاء كبير، المفاجآت الّتي تملأ حياتنا دهشة ورجاء، وتجعلنا ننمو أحرارًا وفرحين".

وشدّد البابا فرنسيس بالتّالي على "الذّهاب ولكن ليس بمفردنا وإنّما معًا. يقول يسوع "اذهبوا!" لجميع التّلاميذ معًا. وللشّهادة لمحبّة يسوع، ينبغي العمل معًا كفريق لنكتشف أنّنا إخوة وأخوات في عالم يقول لكَ "فكّر في نفسك ولا تهتمّ بالآخرين". وبالمقابل، فإنّ السّرّ هو الاعتناء بالآخرين، وهكذا نعتني أيضًا بأنفسنا". وأشار البابا فرنسيس إلى "أن نرى في كلّ شخص لا خصمًا إنّما رفيقًا، ابنًا لله: هذه هي الرّوح الّتي بها يتمّ التّغلّب على اللّامبالاة. هذا ما يعلّمنا إيّاه يسوع بنظرته. فبالنّسبة إليه كلّ واحد هو مهمّ، ولكن هناك مَن يحبّهم بشكل مميّز. أتعلمون مَن هم؟ إنّهم الصّغار، الفقراء، المنسيّون، المهمّشون، مَن لا يعتني أحد بهم. فكّروا فيهم وفي ما هم بحاجة إليه، بدلاً من التّفكير في ما ينقصنا. إنّه السّرّ لجعل عالمنا أكثر جمالاً وعدلاً وسلامًا، هذا العالم الّذي يحتاج كثيرًا إلى السّلام. ومن أجل ذلك أعتمد عليكم، على نظرتكم معًا إلى المستقبل، وعلى قوّتكم للذّهاب، وخصوصًا على صلاتكم من أجل السّلام والّتي هي قويّة وتستطيع القيام بأمور عظيمة!

يجب عدم الخوف أبدًا لأنّ يسوع هو دائمًا إلى جانبنا، في اللّحظات الجميلة وتلك الحزينة. إنّ عيد الميلاد يذكّرنا بذلك: الله يهبنا القوة للانطلاق، للسير معه. في الميلاد، أصبح رفيق دربنا. ولن يتركنا أبدا. يريد أن يرافقنا في جميع أحداث حياتنا كي يساعدنا على اكتشاف معنى المسيرة، معنى الحياة اليوميّة، ويمنحنا الشّجاعة في المحن والألم، ويُنهضنا بعد كلّ سقوط ويحمينا وسط كلّ عاصفة."

وفي الختام، دعاهم البابا إلى "أن تكون مواهبهم في خدمة الجميع وتحمل ثمرًا"، وتمنّى للجميع ميلادًا مجيدًا، وأن يشهدوا كلّ يوم لهذا الرّجاء. وطلب منهم ألّا ينسوا أن يصلّوا من أجله.