الفاتيكان
13 تشرين الثاني 2023, 07:30

البابا فرنسيس: لتتوقّف الأسلحة فهي لا تقود إلى السّلام!

تيلي لوميار/ نورسات
"الحياة هي استعداد كبير لليوم حينما سنُدعى للخروج للقاء يسوع!"، هذا ما قاله البابا فرنسيس في كلمته قبيل صلاة التّبشير الملائكيّ ظهر الأحد، والّتي تلاها على ضوء مثل العذارى العشر الّذي "يشير إلى أنّ من بين العذارى العشر هناك خمس عاقلات وخمس جاهلات"، وأنّ جميعهنّ "حاضرات لاستقبال العريس أيّ للقائه، مثلما نرغب نحن أيضًا بتحقيق سعيد للحياة". ولفت إلى أنّ "الفرق بين الحكمة والجهل ليس في حسن النّيّة، ولا في دقّة الالتزام بالموعد إذ كُنّ جميعهنّ هناك. إنّ الفرق بين العاقلات والجاهلات يكمن في الاستعداد، ويقول الإنجيل إنّ العاقلات "أَخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتًا" (متّى ٢٥، ٤)، أمّا الجاهلات فلم يفعلن ذلك. ولكن ما هي إحدى ميزات الزّيت؟ لا يمكن رؤيته، إنّه في داخل المصابيح، ولكن بدونه لا تُضاء".

وتابع البابا فرنسيس كلمته قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": "لننظر إلى أنفسنا فسنرى أنّ حياتنا تواجه الخطر نفسه، ففي كثير من الأحيان هناك اهتمام كبير بالمظاهر، الاعتناء جيّدًا بصورتنا وترك انطباع جيّد أمام الآخرين. لكن يسوع يقول إنّ حكمة الحياة تكمن في الاعتناء بما لا يمكن رؤيته ولكنّه الأهمّ، الاعتناء بالقلب. إنّه الاعتناء بالحياة الدّاخليّة، ويعني ذلك التّوقّف للإصغاء إلى قلبنا والسّهر على أفكارنا ومشاعرنا. إنّ الحكمة تعني معرفة إفساح المجال للصّمت كي نكون قادرين على الإصغاء، ومعرفة التّخلّي عن بعض الوقت الّذي نقضيه أمام شاشة الهاتف وذلك للنّظر إلى النّور في عيون الآخرين، في القلب، في نظرة الله إلينا. ويعني عدم الوقوع في فخّ كثرة النّشاطات، إنّما تخصيص الوقت للرّبّ وللإصغاء إلى كلمته.  

إنّ الإنجيل يقدّم لنا النّصيحة السّليمة من أجل عدم إهمال زيت الحياة الدّاخليّة، "زيت النّفس"، ويخبرنا بأهمّيّة تهيئته. فالعذارى معهنّ المصابيح ولكن عليهنّ تهيئة الزّيت: عليهنّ الذّهاب لشرائه ووضعه في المصابيح... (راجع متّى ٢٥، ٧.٩). وهكذا بالنّسبة لنا: فالحياة الدّاخليّة لا تُرتجل، وهي ليست مسألة لحظة إنّما ينبغي إعدادها من خلال تخصيص القليل من الوقت كلّ يوم، بمثابرة، كما يتمّ العمل من أجل كلّ أمر مهمّ.  

لنسأل أنفسنا، ما الّذي أُعدّه في هذه اللّحظة من الحياة؟ ربّما أسعى إلى وضع بعض المدّخرات جانبًا، وأفكّر في شراء بيت أو سيّارة جديدة، وفي مشاريع ملموسة... إنّها أمور جيّد. ولكن أأفكّر أيضًا في تخصيص الوقت للاعتناء بالقلب، للصّلاة وخدمة الآخرين، وللرّبّ الّذي هو هدف الحياة؟ وبإختصار، كيف حال زيت نفسيّ، أأغذّيه وأحافظ عليه جيّدًا؟  

لتساعدنا مريم العذراء على الاعتناء بزيت الحياة الدّاخليّة"  

وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، عبّر البابا عن قربه من سكّان السّودان الّذين يعانون بسبب الحرب الأهليّة منذ أشهر عد، ودعا المسؤولين المحلّيّين كي يعزّزوا وصول المساعدات الإنسانيّة، وكيما، بمساهمة الجماعة الدّوليّة، يعملوا من أجل البحث عن حلول سلميّة.  

هذا ووجّه أفكاره إلى الوضع الخطير جدًّا في إسرائيل وفلسطين، وعبّر عن قربه من جميع الّذين يعانون وقال إنّه "يعانقهم في هذه اللّحظة المظلمة ويصلّي كثيرًا من أجلهم، مضيفًا: "لتتوقف الأسلحة فهي لا تقود أبدًا إلى السّلام"، ودعا كي لا يتّسع النّزاع!، صارخًا: كفى! لتتمّ مساعدة الجرحى فورًا في غزّة، وحماية المدنيّين، ووصول المزيد من المساعدات الإنسانيّة إلى السّكّان المنهكين. وليتمّ الافراج عن الرّهائن ومن بينهم العديد من المسنّين والأطفال"، مشدّدًا على أنّ "كلّ إنسان، أكان مسيحيًّا، يهوديًّا أم مسلمًا، من أيّ شعب وديانة، كلّ إنسان هو مقدّس وثمين في عيني الله وله الحقّ في العيش بسلام. لا نفقدنّ الرّجاء، ولنصلّ ونعمل بلا كلل كي يتغلّب حسّ الإنسانيّة على قساوة القلوب".  

كما أشار الأب الأقدس إلى مرور عامين على إطلاق منصّة عمل Laudato Si شاكرًا جميع المنضمّين إلى هذه المبادرة ومشجّعًا على مواصلة مسيرة الارتداد الإيكولوجيّ. ودعا إلى الصّلاة من أجل مؤتمر دبي حول التّغيّرات المناخيّة، COP28. كما إلى احتفال الكنيسة الإيطاليّة هذا الأحد بيوم الشّكر، وحيّا من ثمّ جميع الحجّاج القادمين من إيطاليا وأنحاء عديدة من العالم، ودعا أيضًا إلى عدم نسيان أوكرانيا المعذَّبة.