الفاتيكان
11 شباط 2022, 06:55

البابا فرنسيس: لا ينبغي أن ننسى أبدًا فرادة كلّ مريض، بكرامته وضعفه

تيلي لوميار/ نورسات
"إنّ خبرة المرض تجعلنا نشعر بأنّنا ضعفاء وبحاجة إلى الآخرين، كما أنّ المرض يطرح سؤالاً عن المعنى، هو في الإيمان موجَّه إلى الله: سؤال يبحث عن معنى جديد واتّجاه جديد للحياة، وقد لا يجد في بعض الأحيان إجابة على الفور." بهذه الكلمات، توجّه البابا فرنسيس إلى المشاركين في ندوة أقامتها الدّائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة احتفالاً باليوم العالميّ الثّلاثين للمريض.

وتابع مشيرًا إلى أنّ "القدّيس يوحنّا بولس الثّاني قد أشار انطلاقًا من خبرته الشّخصيّة إلى درب مسيرة البحث هذه"، موضحًا أنّ هذا لا يعني الانطواء على الذّات بل الانفتاح على محبّة أكبر، مذكّرًا في هذا الصّدد بالرّسالة الرّسوليّة "الألم الخلاصيّ" للبابا يوحنّا بولس الثّاني الصّادرة عام 1984 حول المعنى المسيحيّ للألم البشريّ. وأضاف بحسب "فاتيكان نيوز": "لا ينبغي أن ننسى أبدًا فرادة كلّ مريض، بكرامته وضعفه. فالإنسان بكليّته يحتاج إلى الرّعاية: الجسد والعقل والعواطف والحرّيّة والإرادة والحياة الرّوحيّة... فالرّعاية لا يمكن أن تتجّزأ.. إنّ القدّيسين الّذين اعتنوا بالمرضى قد اتّبعوا دائمًا تعليم المعلّم: شفاء جراح الجسد والنّفس؛ الصّلاة والعمل من أجل الشّفاء الجسديّ والرّوحيّ معًا.

إنّ زمن الجائحة هذا يعلّمنا أن نتحلّى بنظرة حول المرض كظاهرة عالميّة وليس فرديّة فقط، ويدعونا إلى التّفكير في أنواع أخرى من "الأمراض" الّتي تهدّد البشريّة والعالم. فالفردانيّة واللّامبالاة إزاء الآخر هما من أشكال الأنانيّة. إنّ تبعات عدم المساواة تظهر أيضًا في المجال الصّحّيّ حيث يتمتّع البعض بخدمات متميّزة فيما يجد كثيرون آخرون صعوبة في الحصول على الرّعاية الصّحّيّة الأساسيّة. إنّ التّرياق لعلاج هذا "الفيروس" الاجتماعيّ هو ثقافة الأخوّة المرتكزة إلى الوعي بأنّنا جميعًا متساوون كبشر، جميعًا متساوون، أبناء أب واحد. وعلى هذا الأساس، يمكن أن تتوفّر علاجات فعّالة وللجميع.

إنّ الكنيسة، وباتّباع يسوع، قد عملت دائمًا من أجل الّذين يتألّمون، مخصّصة بشكل خاصّ للمرضى موارد كبيرة شخصيّة واقتصاديّة."  

وتابع البابا فرنسيس مشيرًا إلى المستوصفات والمراكز الصّحّيّة في البلدان النّامية، وقال: "أفكّر في الكثير من الأخوات والإخوة المرسلين الّذين بذلوا حياتهم من أجل الاعتناء بالمرضى الأشدّ فقرًا، وفي الكثير من القدّيسين والقدّيسات الّذين أطلقوا في العالم كلّه أعمال رعاية صحّيّة مشركين رفاقهم لتنشأ هكذا جمعيّات رهبانيّة. إنّ هذه الدّعوة والرّسالة من أجل رعاية إنسانيّة متكاملة ينبغي أن تجدّد اليوم أيضًا المواهب في الحقل الصّحّيّ كي لا يغيب القرب من الأشخاص المتألّمين."

وعبّر البابا فرنسيس عن امتنانه لجميع الّذين في الحياة والعمل هم يوميًّا إلى جانب المرضى، وللعائلات والأصدقاء الّذين يعتنون بأحبّائهم بحنان ويتقاسمون معهم الأفراح والآمال، الآلام والهموم؛ وللأطبّاء والممرّضات والممرّضين والصّيادلة وجميع العاملين الصّحّيّين، وأيضًا للمرشدين في المستشفيات والرّاهبات والرّهبان من المعاهد الّتي تهتمّ برعاية المرضى، وللمتطوّعين الكثيرين. وقال إنّه يذكرهم جميعًا في صلاته كي يمنحهم الرّبّ القدرة على الإصغاء إلى المرضى والاهتمام بهم بشكل متكامل، الجسد، الرّوح والعلاقات. وأنّه يصلّي بشكل خاصّ من أجل جميع المرضى في كلّ أنحاء العالم، وخصوصًا الّذين هم وحيدون ولا يتمكّنون من الحصول على الخدمات الصّحّيّة.

وأوكل في الختام الجميع إلى حماية مريم العذراء، شفاء المرضى.