الفاتيكان
30 نيسان 2019, 13:48

البابا فرنسيس: لا وجود لحياة مسيحيّة بدون الرّوح القدس

أكّد البابا فرنسيس في القدّاس الصّباحيّ اليوم أنّه "يمكننا أن نولد مجدّدًا ممّا نحن عليه ومن حياتنا الخاطئة ولكن فقط بمساعدة القوّة عينها الّتي أقامت الرّبّ من الموت: قوّة الله"، معلّلاً بالتّالي سبب إرسال الرّبّ للرّوح القدس الّذي من دونه لا يمكن النّجاح.

 

وانطلق البابا في عظته من جواب نيقوديمس ليسوع: "كيفَ يَكونُ هذا؟" بعد أن قال له يسوع: "يَجِبُ علَيكم أَن تُولَدوا مِن عَلُ فالرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاء، فتَسمَعُ صَوتَها، ولكنَّكَ لا تَدْري مِن أَينَ تَأتي، وإِلى أَينَ تَذهَب. تِلكَ حاَلةُ كُلِّ مَولودٍ لِلّرّوح"، "سؤال نطرحه نحن أيضًا"، فشرح في هذا السّياق الرّابط بين الفصح ورسالة الولادة الجديدة، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ رسالة قيامة الرّبّ من بين الأموات هي عطيّة الرّوح القدس. في الواقع وفي أوّل ظهور له لتلاميذه في مساء أحد القيامة قال يسوع لتلاميذه: "خُذوا الرُّوحَ القُدُس"؛ هذه هي القوّة! نحن لا يمكننا أن نفعل شيئًا بدون الرّوح القدس لأنّ الحياة المسيحيّة ليست مجرّد مجموعة تصرّفات صالحة: إفعل كذا ولا تفعل كذا، لا لأنَّ الحياة المسيحيّة تولد مجدّدًا من الرّوح القدس وعلينا أن نفسح له المجال.

إنَّ الرّوح القدس هو الّذي يقيمنا من محدوديّتنا ومن الموت. ورسالة القيامة هي الرّسالة الّتي أعطاها يسوع لنيقوديمس: "يَجِبُ علَيكم أَن تُولَدوا مِن عَلُ"، أيّ علينا أن نفسح المجال للرّوح القدس لأنّ الحياة الّتي تعتبر نفسها مسيحيّة ولكنّها لا تفسح مجالاً للرّوح القدس ولا تسمح له بأن يقودها هي ليست حياة مسيحيّة وإنّما حياة وثنيّة؛ لأنَّ الرّوح القدس هو رائد الحياة المسيحيّة، الرّوح القدس الّذي معنا، يرافقنا ويحوِّلنا وينتصر معنا. "لم يَصعَد أَحَد إِلى السَّماء إِلّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان" أيّ يسوع، هو الّذي نزل من السّماء وعند قيامته من بين الأموات قال لنا: "خُذوا الرُّوحَ القُدُس"؛ سيكون رفيق حياتكم، حياتكم المسيحيّة.

لا وجود إذًا لحياة مسيحيّة بدون الرّوح القدس الّذي هو رفيقنا اليوميّ، عطيّة الآب وعطيّة يسوع. لنطلب من الرّبّ إذًا أن يمنحنا هذا الإدراك بأنّه لا يمكننا أن نكون مسيحيّين حقًّا ما لم نسِر مع الرّوح القدس وما لم نعمل مع الرّوح القدس وبدون أن نسمح للرّوح القدس بأن يكون الرّائد في حياتنا. وبالتّالي علينا أن نسأل أنفسنا ما هو مكانه في حياتنا لأنّه لا يمكننا أن نسير في حياة مسيحيّة بدون الرّوح القدس، لأنّ الرّوح القدس هو رفيق دربنا".