الفاتيكان
26 تشرين الأول 2022, 11:15

البابا فرنسيس: لا تفقدوا القرب والحنان والشّفقة!

تيلي لوميار/ نورسات
"تقدّموا بقوّة الرّبّ وروحه. وأوصيكم: لا تفقدوا أبدًا أسلوبه: القرب والحنان والشّفقة". هذا ما أوصى به البابا فرنسيس أعضاء جماعة "حدود"، خلال استقبالهم السّبت في القصر الرّسوليّ، والّتي يرى فيها "بصمة موهبتين: موهبة القدّيس فرنسيس الأسيزيّ وموهبة الطّوباويّ جوزيبيه بوليزي. موهبة قديمة ويعرفها الجميع، الموهبة الفرنسيسكانيّة، الّتي أصبحت في الكنيسة شجرة كبيرة ذات أغصان كثيرة؛ وموهبة حديثة جدًّا، موهبة الكاهن الشّهيد الأب بينو، الّذي ضحّى بحياته محبّةً بشعبه ولاسيّما بشباب رعيّته."

ومن هنا انطلق الأب الأقدس في كلمته لهم، ليتابع قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد عاش كلّ من القدّيس فرنسيس والأب بوليزي الإنجيل على "الحدود". لكن علينا أن نتنبّه إذ يمكن لهذه الكلمة أن تصبح شعارًا، وربّما أيضًا موضة. لا، نحن لا نريد أن يكون الأمر كذلك. "الحدود" هو أسلوب يسوع المسيح، الّذي على الرّغم من كونه الله جاء للقائنا، نحن الخراف الضّالّة والضّائعة بلا رجاء. "الحدود" هو أسلوب القدّيس فرنسيس الّذي، مثل يسوع، تجرّد من ثرواته وأصبح متسولاً لكي يستسلم بالكامل لعناية الآب الّذي في السّماء، ويشترك هكذا في حالة الصّغار، والأخيرين، والّذين يتسوَّلون الخبز، وإنّما الحبّ أيضًا بشكل خاصّ. "الحدود" هو أسلوب القدّيس هو أسلوب الأب بينو بوليزي، الّذي أصبح أبًا لشباب رعيّته في برانكاتشو، وذهب للقائهم على الدّرب لكي يخرجهم من الشّارع، وربّاهم على خدمة الله والقريب وليس لخدمة مصالحهم الخاصّة ووصالح المافيا.

"الحدود" ليس شعارًا، إنّه أسلوب حياة. وقصصكم تُظهر ذلك: قصّتكنَّ يا فرانشيسكا، لوتشيانا وأنتونيلا؛ وقصّتك يا غايتانو؛ وقصّتكِ يا نيكوليتا، وقصّتك يا فينتشنزو وقصّتك يا فرانشيسكو. قصص مختلفة، لأنّ كلّ واحد منكم هو فريد ولا يتكرّر. لكن هناك في كلّ واحدة منها خيط ذهبيّ يربطها ويوحّدها: خيط الحبّ الّذي يتغلّب على الشّرّ ويولِّد الحياة. الحبّ الّذي هو قبول وإصغاء. الحبّ الّذي هو قرب وحنان وشفقة. الحبّ الّذي هو احترام وكرامة وتعزيز.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، لقد أشرت إلى موهبتين ملهمتين: موهبة القدّيس فرنسيس الأسيزيّ وموهبة الأب بوليزي. لكن عليَّ أن أقول لكم أنّ اسم "مدينة الشّباب" يجعلني أفكّر أيضًا في موهبة أخرى: موهبة دون بوسكو، الموهبة السّالزيانيّة، الّتي تدفعنا لكي نكرِّس أنفسنا للأطفال والشّباب لكي يصبحوا مسيحيّين صالحين ومواطنين صادقين. يبدو لي أنّ العناية الإلهيّة، الّتي دعتكم إلى مولا دي باري لكي تُنعشوا "مدينة الشّباب"، أرادت أيضًا أن تمنحكم هذه العطيّة.

في الختام أريد أن أسلِّط الضّوء، من خلال خبرتكم، على ما هو في الواقع العنصر الأهمّ والمفصّل: في المحور هناك المسيح القائم من بين الأموات، الرّبّ. إذا لم أكن مخطئًا، هو موجود في شعاركم، يسوع القائم من بين الأموات، لأنّه محور حياة أعضاء الجماعة. أنتم تكرّسون أنفسكم له لكي تنقلوا نوره، لكي يتمكّن الشّباب الّذين في الظّلام من أن يخرجوا إلى النّور ويولدوا مجدّدًا لحياة جديدة.

أشكركم وأقول لكم: تقدّموا بقوّة الرّبّ وروحه. وأوصيكم: لا تفقدوا أبدًا أسلوبه: القرب والحنان والشّفقة. بهذه الطّريقة ستنشرون بذور الإنجيل على حدود العالم الحقيقيّة، الّتي هي القلب البشريّ. لترافقكم العذراء مريم، وبركتي أيضًا، الّتي أمنحها لكم ولجميع أعضاء الجماعة. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي."