البابا فرنسيس : لا تخافوا من أنّ تطلبوا وبإصرار، في صلاتكم ومشاركتكم في الأسرار، مساعدة الرّوح القدس
وبحسب إذاعة الفاتيكان وجّه الأبّ الأقدّس كلمةً رحّب بها بضيوفه وقال: "معكم أشكر الرّب الّذي سَمَحَ لكم بأنّ تعودوا إلى المصدر وتستعيدوا نضارة الإنجيل الأصيلة وتُنشؤوا مشروع "Logia" الذي ولد في الجزء الشّماليّ من بلجيكا. ففي إطار مجتمعٍ معولمٍ، حيث يريد البعض أن يربط الدّيانة بالعلاقة الحميمة الفرديّة تسلّط جمعيّتكم الضّوء على أنّ الإيمان الحقيقيّ يحمل معه على الدّوام الرّغبة العميقة في تغيير العالم ونقل القيم وترك الأمور أفضل بعد عبورنا على هذه الأرض.
هكذا ومن خلال حضوركم في قلبّ الإطار العامّ ووسائل الإعلام أنتم تؤكِّدون أنَّ خيار اتّباع المسيح وعيش كلماته لا يشكِّل أبدًا نقصًا للإنسانيّة وإنما يعزّز نموّ مواهبنا وكفاءاتنا في سبيل خير الجميع وفي خدمة بناء مجتمع أكثر عدالة وأخوّة، وأكثر إنسانيّة بحسب قلب الله. أُشجِّعكم إذًا لكي تسلِّطوا الضّوء من خلال المشاركة في النقاشات العامّة على أنَّ الإنجيل هو درب أنسنة في مدرسة يسوع، ربّنا ومعلّمنا وليس كأعداء يوجِّهون أصابع الاتهام ويدينون وإنّما بلطافة واحترام وبدون أن تتعبوا من فعل الخير.
من خلال مبادراتكم العديدة يمكنكم أن تشهدوا لرغبة الكنيسة في المرافقة بواسطة مختلف القوى الاجتماعيّة الاقتراحات التي تجيب بشكل أفضل على كرامة الشّخص البشري والخير العامّ، مستندين إلى غنى التّقليد المسيحيّ والعقيدة الاجتماعيّة للكنيسة. اجتهدوا لكي تُظهروا، بواسطة الكلمات والأعمال، أنَّ الإيمان بيسوع المسيح لا يعني انغلاقًا، لأنّه عطيّة من الله يمنحها لجميع البشر كمسيرة تحرّر من الخطيئة والحزن والفراغ الدّاخليّ والعزلة، وكينبوع فرح لا يمكن لأحد أن ينتزعه منا.
لكي تقوموا بذلك لا تخافوا من أن تطلبوا وبإصرار، في صلاتكم ومشاركتكم في الأسرار، مساعدة الرّوح القدس لكي يُعطى لكم "روح قداسة يطبع أوقات الوحدة والخدمة، الحميميّة والتزام البشارة، لتكون كلّ لحظة تعبيرًا عن حُبٍّ يُعطى تحت نظر الرّبّ"(الإرشاد الرّسوليّ "إفرحوا وابتهجوا"، عدد ٣١). وبالتّالي أدعوكم في هذا المنظار لكي تطوِّروا من خلال لقاءاتكم الشّهريّة روابط أخوّة تجعل مرئيّة شركة الاختلافات هذه التي يحققها الرّوح القدس، لكي تنمّوا بواسطة شهادة حياتكم ثقافة اللقاء والحوار في قلب المجتمع. فتتمكّنوا، بنعمة الله، من تسليط الضّوء على تلك القداسة التي يدعونا الرّبّ إليها وتبنون بشجاعة ومواظبة جسورًا بين البشر والأجيال وبين مختلف المجالات الاجتماعيّة والمهنيّة متنبِّهين بشكل خاصّ للصّغار والفقراء وجميع الأشخاص الذين يتمُّ تهميشهم بشكل أو بآخر".
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول "بهذا الرّجاء، إذ أكلكم إلى الرّبّ، بشفاعة العذراء مريم، أمنحكم البركة الرّسوليّة لكم ولجميع أعضاء جمعية "Logia".