البابا فرنسيس لإستقبال إلهام الله وفهمه جيّدًا هناك حاجة إلى الصّمت والصّلاة
إستهلّ البابا فرنسيس حديثه بكلمات الإنجيل "أَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ"، وأكمل قائلًا: "إنّنا نحن أيضًا مدعوّون خلال زمن الصّوم إلى دخول البرّيّة، أيّ أن ندخل الصّمت والعالم الدّاخليّ، وذلك في إصغاء إلى القلب وفي علاقة مع الحقيقة". وأشار إلى كلمات الإنجيل عن يسوع في البرّيّة "كان مع الوحوش وكان الملائكة يخدمونه"، وقال "كان يسوع في البرّيّة إذًا برفقة الوحوش والملائكة الذين هم بمعنى رمزيّ رفاقنا نحن أيضًا، وحين ندخل إلى البرّيّة الدّاخليّة فيمكننا أن نجد هناك الوحوش والملائكة. يمكننا في الحياة الرّوحيّة التّفكير في الوحوش باعتبارها الرّغبات التي تفصلنا عن القلب والتي تحاول الهيمنة عليه. تؤثّر علينا هذه الرّغبات التي غالبًا ما تكون جذّابة، إلّا أنّ بإمكانها إن لم نكن منتبهين أن تمزّقنا. بإمكاننا منح أسماء لوحوش النّفس هذه، مثل الجشع والتّطلّع إلى المال الذي يحبسنا في حسابات وعدم رضا، باطل المتعة الذي يحكم علينا بالقلق والوحدة، وشهوة الشّهرة التي تولِّد عدم الثّقة وحاجة دائمة إلى إثبات الذّات. هذه وحوش يجب تكبيلها وهزيمتها وإلا فستفترس حرّيّتنا. إنّ زمن الصّوم يساعدنا على الدخول في البرّيّة الداخلية من أجل تصحيح هذه الأمور.
وعمّا جاء في الإنجيل عن الملائكة الذين يخدمون يسوع في البرّيّة قال: "إنّهم مرسلون من الله ليساعدونا"، وتوقّف عند استعمال الإنجيل لفعل "الخدمة" في حديثه عن الملائكة، وأوضح أنّ "الخدمة هي عكس الهيمنة التي هي طابع الرّغبات التي تَحدَّث عنها من قبل. الرّوح الملائكيّة تشير بالأحرى إلى الأفكار والمشاعر الصالحة التي يقترحها الرّوح القدس، وبينما التجارب تمزّقنا فإنّ الإلهام الإلهيّ يوحّدنا ويجعلنا في تناغم، يُطمئن القلب وينشر مذاق المسيح، مذاق السّماء. ولإستقبال إلهام الله وفهمه جيّدًا هناك حاجة إلى الصّمت والصّلاة. وزمن الصّوم هو زمن القيام بهذا."
ودعا البابا فرنسيس "إلى أن نطرح على أنفسنا سؤالين، الأوّل هو ما هي الرّغبات، الوحوش، المضرَمة في قلوبنا. أمّا السؤال الثّاني فهو إن كنت أفكّر، من أجل جعل صوت الله يكلّمني في قلبي ويحمي خيره، في الاختلاء بعض الشّيء في البرّيّة، وفي أن أخصّص فسحة خلال يومي لإعادة النّظر في هذا الأمر."
وإختتم متضرّعًا "كي تعضدنا في زمن الصّوم القدّيسة مريم العذراء التي حرست الكلمة ولم تدع تجارب الشّرير تمسّها."
وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ ذكّر البابا فرنسيس بـ "العنف الذي اندلع في السّودان قبل عشرة أشهر، والحروب والنّزاعات المأساويّة الكثيرة وما يحدث في أوكرانيا وفلسطين:. وجدد تأكيده على "كون الحرب دائمًا هزيمة وأينما تدور حروب فهي بلا فائدة وقد تعبت الشّعوب من الحروب والنّزاعات".
وفي الختام، أشار البابا فرنسيس إلى أنّه سيبدأ بعد ظهر الأحد مع عدد من الكرادلة ورؤساء الدّوائر الفاتيكانيّة رياضات روحيّة ستستمرّ حتى ٢٣ من الشّهر.