العالم
02 حزيران 2023, 09:30

البابا فرنسيس لأطفال أفريقيا: تحلّوا بالجرأة... كونوا سفراء السّلام!

تيلي لوميار/ نورسات
"كونوا سفراء السّلام حتّى يعيد العالم اكتشاف جمال المحبّة، العيش معًا والأخوّة والتّضامن". هذه هي الدّعوة الّتي وجّهها البابا فرنسيس في رسالة إلى أطفال من مختلف البلدان الأفريقيّة، في إثنين العنصرة، لمناسبة اليوم العالميّ لأفريقيا الّذي احتُفل به في الخامس والعشرين من أيّار/ مايو.

وفي تفاصيل الرّسالة قال البابا نقلاً عن "زينيت":

"أيّها الأطفال الأعزّاء، مرحبًا!

يسعدني أن ألتقي بكم لمناسبة الاحتفال باليوم العالميّ لأفريقيا. إنّه جميل أن أراكم، أتيتم من بلدان مختلفة يرافقكم أولادكم وبعض السّفراء. شكرًا، أيّها السّادة السّفراء، لأنّكم رافقتموهم. أنا أشكرهم على ما فعلوا، ومن خلالهم، أريد أن أشكر كلّ من يعملون من أجل التّنمية البشريّة والنّموّ الرّوحيّ.

يشكّل اليوم العالميّ لأفريقيا، الّذي يُحتَفَل به بالذّكرى السّنويّة على تأسيس الاتّحاد الأفريقيّ، في 25 أيّار 1963، رمز النّضال في كلّ القارّة الأفريقيّة للتّحرير، والتّنمية والتّقدّم الاقتصاديّ والاجتماعيّ، بالإضافة إلى تعزيز الغنى الثّقافيّ الأفريقيّ. أنتم علامة التّنوّع الثّقافيّ الغنيّ وأنا أدعوكم إلى التّحلّي بالجرأة حتّى تكونوا "مختلفين"، والشّهادة لجمال السّخاء، والخدمة والطّهارة والشّجاعة والغفران والنّضال من أجل العدالة والخير العامّ، ومحبّة الفقراء والصّداقة الاجتماعيّة.

إنّ أرضكم الأفريقيّة العزيزيّة تواجه الكثير من التّحدّيات مثل الإرهاب والإدارة السّيّئة والفساد والبطالة الكثيفة لدى الشّبيبة، والهجرة والصّراعات بين المجتمعات المحلّيّة، والأزمة البيئيّة والغذائيّة، إلخ. في هذا الإطار، يمكنكم أن تشعروا بالعجز والإحباط، وأن تقولوا بإنّ المستقبل يبدو قاتمًا ويائسًا. إنّما أنتم لا تزالون بعمر الشّباب وتتحلّون بالكثير من المواهب، وتزرعون طموحات كبيرة ولديكم أحلام، فاسعوا وراءها.

أصدقائي الأعزّاء، أودّ أن أقول هذا لكلّ شخص منكم: "لا تتخلَّ يومًا عن أحلامك، لا تدفن دعوتك، لا تستسلم للهزيمة. واصل البحث، على الأقلّ، بشكل جزئيّ أو غير كامل، على عيش ما ترى تمييزك كدعوة حقيقيّة. إنّ إحدى ثروات أفريقيا هي شبابها المميَّز بذكاء كبير. بالفعل، أنتم أذكياء، أذكياء! ليخدم التزامكم في الدّروس التّنمية البشريّة الشّاملة في مجتمعكم. أنا أفكّر أيضًا في الأطفال الجنود، وضحايا الصّراعات من كلّ نوع الّذين هم بحاجة إلى صداقتكم. كونوا قريبين منهم حتّى لا يشعروا بأنّهم منبوذين ومرفوضين.

أيّها الشّبيبة الأعزّاء، أريد أن أقول لكم أمرًا آخر بالغ الأهمّيّة: استنيروا بنصائح وشهادة كبار السّنّ. تحاوروا مع الجذور والمسنّين والأجداد وكلّ من سبقونا وسمحوا لنا بأن نتقدّم. أيّها الشّبيبة الأعزّاء، إنّ إحدى نضالات الحياة هي الكفاح من أجل الحياة. أنتم تعرفون ذلك جيّدًا، نحن نمرّ بأوقات عصيبة مع إنسانيّتنا، وهي في خطر كبير. نحن في خطر كبير. لذا عيشوا هذا السّلام من حولكم وفيكم. كونوا سفراء السّلام حتّى يعيد العالم اكتشاف جمال المحبّة، العيش معًا والأخوّة والتّضامن.

أنا أرافقكم ببركتي وأرافق عائلاتكم وكلّ شبيبة أفريقيا. من فضلكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي، أنا بحاجة إلى ذلك! شكرًا!".