أميركا
20 كانون الثاني 2021, 09:45

البابا فرنسيس لأساقفة فنزويلا وكهنتها: أشكركم على شهادة المحبّة والخدمة

تيلي لوميار/ نورسات
عقد أساقفة فنزويلا وكهنتها لقاء افتراضيًّا حول موضوع "كهنتنا في زمن الوباء: خبرتهم وخدمتهم الكهنوتيّة في هذه الفترة"، وللمناسبة وجّه إليه البابا فرنسيس رسالة مصوّرة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"أشكر الرّبّ على الفرصة للتّوجّه إليكم في هذا اليوم الّذي تبدؤون فيه لقاء افتراضيًّا، آخذين بعين الاعتبار الصّعوبات الّتي تُرهق أيضًا العديد من إخوتنا وأخواتنا في فنزويلا وفي جميع أنحاء العالم. إنّها فرصة لكي أشارك، بروح الأخوّة الكهنوتيّة، في خبراتكم الكهنوتيّة، وأتعابكم، وشكوككم، وكذلك أيضًا في تطلّعاتكم وقناعتكم في مواصلة عمل الكنيسة، الّذي هو عمل الرّبّ.

في هذه اللّحظات الصّعبة، يتبادر إلى ذهني مقطع من إنجيل مَرقُس، والّذي يروي كيف اجتمع الرّسل حول يسوع لدى عودتهم من الرّسالة الّتي أرسلهم إليها، وأخبروه بكلّ ما فعلوه وكلّ ما علّموه. ثمّ دعاهم يسوع ليرافقوه وحدهم إلى مكان قفر لكي يرتاحوا قليلاً. يتطلّب منّا كوننا رعاة للكنيسة، حتّى في السّياق الحاليّ، أن نتصرّف بهذه الطّريقة. لا يمكننا أن نعمل بمفردنا، منعزلين، مكتفين بذواتنا، وبأجندات خفيّة. من الضّروريّ أن نعود دائمًا إلى يسوع، وأن نجتمع في أخوّة أسراريّة، لكي نخبره ونخبر بعضنا البعض بكلّ ما فعلناه وعلّمناه، مُقتنعين بأنَّ هذا ليس عملنا بل عمل الله. لأنّه هو الّذي يخلّصنا، ونحن فقط أدوات بين يديه.

يهدف هذا اللّقاء، الّذي يُعقد بشكل افتراضيّ بسبب وباء فيروس الكورونا، إلى السّماح باللّقاء للّذين نالوا مهمّة الشّهادة وتوسيع نطاق أبوّة الرّبّ في شعب الله المقدّس والأمين. وفي هذا السّياق أرغب في أن أشير إليكم إلى مبدأين لا ينبغي إغفالهما أبدًا، ويضمنان نموّ الكنيسة، إذا كنّا أمناء: محبّة القريب وخدمة بعضنا البعض. يرتكز هذان المبدآن على سرَّين أسَّسهما يسوع في العشاء الأخير، وهما أساس رسالته، إذا جاز التّعبير: الإفخارستيّا ليعلّمنا المحبّة وغسل الأقدام ليعلّمنا الخدمة. إنَّ الحبّ والخدمة يسيران معًا، وإلّا فإنّ الأمور لن تسير على ما يرام.

هذا ما يطلبه الرّبّ منّا: أن نكون خبراء في مهمّة محبّة الآخرين وقادرين على أن نُظهر لهم، في بساطة التّصرّفات اليوميّة الصّغيرة المودّة والاهتمام، ولمسة الحنان الإلهيّ. يريدنا أيضًا خدَّامًا لإخوتنا، وإنّما خدّامًا متواضعين، لأنّ يسوع هو الّذي أرسلنا ويذكّرنا أنّ العبد ليس أعظم من سيّده، والمرسل ليس أعظم من الّذي أرسله. ولذلك من الضّروريّ أن نعيد في حياتنا إحياء الرّغبة في الاقتداء بالرّاعي الصّالح، ونتعلّم كيف نكون "خدّامًا" للجميع، ولاسيّما للإخوة والأخوات الأقلّ حظًّا، والّذين غالبًا ما يتمّ رفضهم، وأن نعمل لكي يشعروا، في وقت الأزمة هذا، بأنّ هناك من يرافقهم ويدعمهم ويحبّهم.

إخوتي الأساقفة والكهنة الأعزّاء، أدعوكم للمضيّ قدمًا في عملكم الرّاعويّ بفرح وتصميم، ولكي تجدّدوا هبة ذواتكم للرّبّ ولشعبه المقدّس. أشكركم على شهادة المحبّة والخدمة الّتي تقدّمونها للإخوة والأخوات في فنزويلا، من خلال اهتمامكم بالمرضى، الّذين حملتم لهم قوّة كلمة الله والقربان المقدّس؛ ومن خلال مرافقتكم للأطبّاء والمساعدين الطّبّيّين والمتطوّعين الّذين يعتنون بالمرضى في زمن الوباء هذا؛ ومن خلال غيرتكم في مساعدة الفقراء والمهمّشين، والّذين يفتقرون إلى الضّروريّ لكي يبقوا على قيد الحياة ويسيروا قدمًا بكرامة. شكرًا لكم، شكرًا لكم على هذا كلّه."